شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٧٦
قال المتكلمون ان معلومات الله أكثر من مقدوراته وأيضا له تعالى إرادة اجمالية وإرادة تفصيلية والأولى في الحقيقة اجمالية من وجه وتفصيلية من وجه وهي ارادته تعالى بالنسبة إلى الصادر الأول والثانية بالنسبة إلى الكل فان كلا في مرتبته ووقته مراده سبحانه ولو بالوسايط فان ما عد الصادر الأول من لوازمه المرتبة وإرادة الملزوم إرادة اللازم وحقيقة ذلك وسره كون الصادر الأول لبساطته جامعا لحقايق ما دونه فإرادة الكل منطوية في ارادته والإرادة التفصيلية بالنسبة إلى الأشياء تسمى أوامر الله التشريعية والتكوينية وكذا حكم الكراهة المنطوية في كراهة عدم الصادر الأول فالمعصية والشر والضر انما هي في الإرادة التفصيلية وهي ليست عين ذاته تعالى لا في الإرادة التفصيلية بالنسبة إلى الصادر الأول الاجمالية بالنسبة إلى ما عداه ثم إن تلك أيضا في الأوامر التشريعية فقط إذ في الأوامر التكوينية التي بواسطة العقول والنفوس الفلكية والطبايع المسخرات لا سبيل الا إلى الطاعة وقال السيد المحقق الداماد س في دفع الشبهة كون الإرادة الحقة الإلهية غير متعلقة بالشر بالذات لا يصادم كون إرادة الخير عين العلم الذي هو بعينه مرتبة ذاته الحقة الأحدية فإرادة الخير وزانها بالإضافة إلى صفة العلم وزان السمع والبصر من صفات الذات وهما عين الذات الحقة الواجبة التي هي بعينها العلم التام المحيط بكل شئ ثم السمع سمع لكل مسموع لا لكل شئ والبصر بصر بالقياس إلى كل مبصر لا بالنسبة إلى كل شئ فكك الإرادة الحقة فذاته سبحانه علم بكل شئ ممكن وإرادة لكل خير ممكن وسمع بالنسبة إلى كل شئ مسموع وبصر بالقياس إلى كل شئ مبصر وقدرة بالقياس إلى كل شئ مقدور عليه والشرور الواقعة في نظام الوجود سواء عليها أكانت في هذه النشأة الأولى أم في تلك النشأة الآخرة ليست هي مرادة بالذات بل ومقضية بالذات انما هي داخلة في القضا بالعرض من حيث إنها لوازم الخيرات العظيمة الواجبة الصدور عن الحكيم الحق والخير المطلق انتهى ان قلت فما تصنع بالأحاديث المروية عن الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين الدالة على أن المشية والإرادة من صفات الفعل وانهما حادثتان بحدوث الفعل حسب ما نقله محمد بن يعقوب الكليني (رض) في الكافي والصدوق (رض) ابن بابويه القمي في كتاب التوحيد وعيون اخبار الرضا قلت للحق سبحانه إرادة حقة حقيقة وإرادة حقة ظلية وإرادة مصدرية عنوانية إما الأولى فهى ابتهاج ذاته بذاته سبحانه إذ لم يكن اسم
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»