شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٧٠
وسغبان وسغب وهي سغباء وجمعها سغاب وأيضا فيه مراعاة النظير لتناسب السغب والظمأ أم كيف ترد ظمأنا ورد إلى حياضك شاربا الظمآن كالظمئ صفة مشبهة من ظمأ كفرح أي عطش أو أشد العطش والحياض جمع الحوض شاربا أي مريدا للشرب لا يتوقع التصرف فيها أزيد من ذلك تأوبا والا فأنت صاحب طمطام الجود وباذل قمقام الوجود وقد قيل في مخلوق منك ولو لم يكن في كفه غير نفسه لجاد بها فليتق الله سائله وقد قلت في قتيل سيفك المبارك انا ديته فلا تزيدك كثرة العطاء الا جودا وكرما فلو كان للوارد ظرفية ملكته حياضك بل اوصلته رضوانك ولقائك فضلا عن رياضك والتعبير عن الإرادة بالفعل باب واسع كقوله تعالى وإذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم كلا وحياضك مترعة في ضنك المحول أي حاشاك عن ذلك وحياضك ممتلية في وقت ضيق القحط والمحل الجدب وانقطاع المطر وزمان ومكان ماحل وارض محل محلة ومحول ومحول أي ذوات جدب والتأويل ان المراد بحياضه ينابيع ماء حياة الوجود وسحب أمطار النفوس من السماوية والأرضية وتلك الينابيع مراتب علمه ودرجات قدرته وأقلامه والواحة العالية قال تعالى وان من شئ الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم فعلمه غير متناه حيطة وقدرته غير متناهية عموما وشدة وفيضه لا ينقطع وكلماته لا تنفد ولا تبيد كما قال تعالى قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا والكل مغترف من هذا البحر المحيط ولا ينقص منه شئ وح ضنك المحول خلو المهيات في ذواتها وعرى المواد في جواهرها ولو في حال تلبسها بماء حياة الوجود واكتسائها حلل الصور والنفوس فلم يكن لها الا التصحح والتهيؤ والقبول ولو لم يكن لها من الاعدام والفقد والبؤس الا هذا لكفى في ضنك المحول كيف وبعد رد الأمانة إلى أهلها وعود العوايد والفوايد إلى مالكها كان أمر الجدب والغلا أمر وأدهى وما الروح والجثمان الا وديعة ولابد يوما ان ترد الودايع وهو تعالى في كل حال على حالة واحدة لا ينقص من خزاينه ذرة ولا ينفد من حياضه قطرة لان الإفاضة معناها ان ينزل الفيض من الفياض بحيث لا ينقص عنه شئ وإذا رجع إليه لا يزيد عليه شئ لان المفيض هو حقيقة الشئ والمستفيض هو الفيئ وفيئ الشئ من حيث هو فيئ ليس شيئا على حياله فحوضه الكوثر ابدا مشحون وكل ظمآن منه ريان ومخزنه الأوفر سرمدا مكنون وكل غرثان
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»