شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ١١٤
ما بقيت من وجوده شمة ونعم ما قيل كسى مرد تمام است كز تمامي * كند در خواجكى كار غلامي ومن بديع إشارات كلامه (ع) إلى هذا المقام أنه قال (ع) يا خير من دعى لكشف الضر أي وان لم نصدق بذلك الدعاء فيما سواه ولم يقل يا خير من يكشف الضر فما أدق عباراته وما الطف إشاراته (ع) لكل عسر ويسر بك أنزلت حاجتي قال عيسى بن عمرو كل اسم على ثلثة أحرف أوله مضموم وأوسطه ساكن فمن العرب من يثقله ومنهم من يخففه مثل عسر وعسر ورحم ورحم وحلم وحلم بضمتين في ثاني كل منها بك أنزلت أي بك وحدك لا بك وبغيرك فيكون قصر افراد أو بك لا بغيرك بذلك فيكون قصر قلب والكلام إما من باب حذف المضاف أي دفع عسر وجلب يسر واما لا حذف والمراد بالعسر مطلب صعب المنال وباليسر مطلب سهل المنال والغرض الأقصى والسر الأسنى من انزال الحاجات ببابه وإناخة رواحل المطالب بفنائه كثرة تذكره تعالى كما قال تعالى واذكروا الله كثيرا فان القلب المعنوي كمادة للصور المجردة العقلية كما أن المواد الجسمانية مادة للصور الوضعية الحسية والمادة أينما كانت لا قوام لها الا بالصورة وكما أن العلم عين المعلوم بالذات كك الذكر عين المذكور بالذات فإذا كان الانسان متذكر الغير الله تعالى كان صور الأغيار صورة لقلبه كما قيل لقد صار قلبي قابلا كل صورة * فمرعى لغزلان وديرا لرهبان بل بناء على اتحاد العالم بالمعلوم كان عين الصور المعلومة بالذات وإذا كان متذكر الله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه كان أسماؤه الحسنى وصفاته العليا صور قلبه وشتان بين قلب صورته نقوش الجماد والنبات والحيوان وغيرها من صور عالم الامكان وبين قلب صورته نقش الأسماء والصفات للملك المنان أين التراب ورب الأرباب دل يكى منظريست سبحاني * خانه ء ديو را چه دل خوانى آنكه دل نام كرده ء بمجاز * رو به پيش سكان كوى انداز ولهذا أمر موسى (ع) ان يطلب من جناب القدس كل ما يحتاج إليه حتى ملح طعامه إذ كل ما يجلب إلى جنابه فهو مطلوب حسن وإن كان للحسن عرض عريض فالاذكار لها المطلوبية المطلقة والمسئلات باعتبار انها وسايل الذكر مطلوبة والا فخلق الانسان للتخلق باخلاق الله الغنى السبحان لا للحاجة والرقية للأكوان فالانسان في الدعاء والمسألة من الله تعالى ينبغي ان ينظر من طرف خفى إلى صقع الربوبية وتذكره الحقيقي ويجعل الدعاء والمسألة ذريعة ومقدمة له لا ان يتذكره من باب المقدمة والذريعة لقضاء الحاجة وأين هذا الغناء من ذلك الغناء ولهذا ورد من المعصوم (ع) فوت الحاجة أحب إلي من طلب الحاجة والأدعية المأثورة لدرك المطالب ونيل المآرب انما الغرض الأهم؟؟ منها ما ذكر وليدع الوطر حتى يقضى الوطر وهوام المطالب واصل المآرب وسني المواهب كما أشار إليه (ع) بقوله فلا تردني من سني مواهبك خايبا يا كريم يا كريم يا كريم وهو التكريم بالخلافة عن الكريم وصلى الله على محمد واله قد وقع الفراغ من تأليفه سابع عشر رمضان المبارك من شهور سنه سبعة وستين ومأتين بعد الألف سنه 1267
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114