شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٦٣
واخذ ما بالعرض مكان ما بالذات وبالعكس وسوء التأليف وغيرها فان من الأمور ما هو حق ومنه ما هو مشبه به وكما أن من المسمى بالانسان ما هو انسان حقيقي ومنه ما هو شبح الانسان ومن الجماد ما هو فضة ومنه ما هو مفضض كك من المسمى بالحكيم أو العالم من هو مبرهن بالحقيقة ومنه ما هو مموه مزور ومن القياس ما هو حق ومنه ما هو سفسطي أو مشاغبي وهو قياس يرى أنه موافق للحق ونتيجته توافق الحق وليس كذلك أو موافق للمشهور ونتيجته توافق المشهور وليس كك ولابد من مشابهة بالحق موجبة للترويج ولهذه المشابهة والترويج أسباب كثيرة مشروحة في فن المغالطة ويسمى هذه موازين الشيطان كما أن ميزان التلازم وميزان التعاند وميزان التعادل باقسامه الثلاثة الأكبر والأوسط والأصغر موازين الرحمن فمن موازين الشيطان المسولة المشبهة بميزان التعادل الأكبر من موازين الحق قول نمرود على ما حكى الله عنه انا أحيي وأميت وكل من يحيى ويميت فهو الرب أو من المشبه بميزان الأوسط ان قرر هكذا انا أحيي وأميت والله يحيى ويميت ومثله هذا ربي هذا أكبر والاله هو الأكبر بناء على زعم قوم الخليل وهكذا في كل موضع اشترك شيئان في وصف واحد والفساد في الجميع من باب سوء التأليف وفساد الصورة دون المادة والجميع مشبهة بميزان الحق وهو ان كل شيئين وصف أحد هما بوصف يسلب ذلك الوصف عن الأخر فهما متباينان مسلوب أحدهما عن الأخر كقول الخليل (ع) على ما حكى الله عنه الكوكب افل وربي ليس بأفل وتبا لها لجرأتها على سيدها ومولاها تبا لها أي خسارا لها وهلاكا وملعنة لها لان كل عبد يجسر على مولاه مستحق للملعنة لان العبد كل على مولاه الذي هو ولى النعمة له ولا يملك شيئا فحقه عظيم لديه ومنه جسيم عليه ولا يملك المولى وجوده وتوابع وجوده ولا يتصرف في باله انما له المالكية الإضافية التي من مقولة الإضافة الاعتبارية وله التصرف في أمور غريبة عنه واما السيد الحقيقي والمولى التحقيقي جل سلطانه فهو مالك ملك الوجود وكمالاته واثاره وفى قبضته ضماير عبيده واضافته إليهم إضافة اشراقية تقويمية وهم لا يملكون عنده وجودا ولا صفة ولا فعلا ففي المقام الأول لا هو الا هو وفى الثاني لا إله إلا الله وفى الثالث لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم فتبا فظيعا لمجترئ على هذا السيد وتعسا شنيعا لجسور على هذا المولى لان ذات هذا العبد وكماله الأول وكماله الثاني وغنيته وقنيته من هذا المولى الكبير نعم المولى ونعم
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»