شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٦٠
أو كاشفة عنها اللهم الا باعتبار المفهوم وقد سبق في بيان قوله (ع) يا من دل على ذاته بذاته والذنب الذي منشأ المباعدة عن دار الوصال هذه انما عمدتا لجهل بعلوم أهل الله والاعراض عن علم الطريقة والحقيقة ثم تشتت الخواطر وفتور العزيمة والتلوين وبالجملة كل ما هو منشأ الغفلة واما الوصال الأول فهو الكينونة السابقة للأرواح لا بنحو الجزئية والتكثر على ما ينسب إلى اتباع أفلاطون فإنه مستلزم للمحاذير المحررة في كتب أهل الحكمة بل على ما هو مغزى مرام أفلاطون القائل بتقدم النفس وهو الكينونة العلمية والكينونة الكلية والكينونة النفسية الكلية لان الوجود أصيل وانه مقول بالتشكيك وان الحقيقة هي الرقيقة بنحو أعلى والرقيقة هي الحقيقة بنحو أضعف والعلة حد تام وجودي للمعلول والمعلول حد ناقص وجودي للعلة ومعطى الكمال أحق به بالضرورة وشيئية الشئ بتمامه حقيقة الشيئية إلى غير ذلك من قواعد الحكمة المتعالية فاذن يمكن ان يكون افراد حقيقة واحدة متفاوتة في التعلق والمفارقة والتجرد والمادية والمعنوية والصورية فكينونة العقل المفارق في المقام الشامخ الجبروتي قبل ان يخلق عالم الخلق والشهادة كينونة ذات النفس وان لم يكن كينونة النفس من حيث هي نفس كما أن كينونة النفس في عالم الكون وتمرغها في التراب وتعفير خدها كينونة العقل ههنا فان النفس من حيث هي نفس اشراق العقل وتجل منه بحسب ظرفية القابل وهذا معنى الهبوط والنزول في النفس والعقل كما قال تعالى اهبطوا بعضكم لبعض عدو ومن كلمات الشيخ الرئيس هبطت إليك من المحل الا رفع ورقاء ذات تعزز وتمنع ومعلوم انه لا يجوز على المجرد الحركة الأينية والتجافي عن المقام الذاتي ومثله معنى الصعود فهو الاتصال المعنوي بالحقيقة العقلية العالية فطرة والذنب هناك المهية والامكان الذاتي إذ لولا ها لما أضيف الوجود إليها ولم يحصل المباعدة لان مناط السوائية شيئية المهية ورحى الامتياز في العقول الكلية المفارقة التي هي أوايل سلسلة المبادى تدور عليها وأيضا ذنب تعلق النفس بالبدن والتوجه إلى عالم الصورة بعد ما كانت عقلا قائما بين يدي الله وهذه ذنوب تكوينية لا تشريعية إذ لم يكن تكليف تشريعي بعد وهذا تأويل خطيئة ادم (ع) الموجبة لاخراجه عن الجنة وجه اخر للوصال الأول ان للمهيات التي يق لها الأعيان الثالثات في عرف العرفاء أكوانا سابقات وبرزات في مراتب كامنات فأول بروزها ظهورها في علم الله وثبوتها تابعة لأسمائه الحسنى وصفاته العليا الموجودة بوجود واحد
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»