شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٦٤
النصير وهذه العبودية هي التي كانت جوهرة كنها الربوبية وأقصى مراتبها التي لختم الأنبياء قدمت في التشهد على الرسالة ومن كلمات مشايخ العرفاء إذا جاوز الشئ حده انعكس ضده إلهي قرعت باب رحمتك بيد رجائي لما ذكر الداعي طايفة من فضايح أعماله وعد عضة من فظايع أحواله وعظايم أهواله اضطرب اضطرابا شديدا ودهش وتجلبب لباس الخوف من جساراته لدى السيد العظيم والسلطان الجليل الذي هو أشد بأسا وأعظم تنكيلا فكاء ان يرجع كئيبا كليلا ويأخذه اليأس والقنوط اخذا وبيلا فاستشعر رحمته التي وسعت كل شئ وان العبد ينبغي ان يكون في مقام الرجاء بحيث لو اتى بذنوب الثقلين لم يقنط من رحمة الله وإن كان في مقام الخوف أيضا بحيث لو اتى بحسناتهم لم يا من من مكر الله لكن قال تعالى ترجية وتبشيرا لعباده لا تقنطوا من رحمة الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون وفى دعاء أبي حمزة الثمالي الواردة عن سيد العابدين علي بن الحسين (ع) في اسحار رمضان إلهي لو قرنتني بالأصفاد ومنعتني سيبك من بين الاشهاد ودللت على فضايحي عيون العباد وامرت بي إلى النار وخلت بيني وبين الأبرار ما قطعت رجائي منك وما صرفت وجه تأميلي للعفو عنك ولأخرج حبك عن قلبي انا لا انسى أياديك عندي وسترك علي في دار الدنيا ونقل الغزالي في الاحياء عن الامام أبى جعفر محمد بن علي الباقر (ع) انه كان يقول لأصحابه أنتم أهل العراق تقولون أرجى أية في كتاب الله عز وجل قوله تعالى قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ونحن أهل البيت نقول أرجى أية في كتاب الله قوله سبحانه ولسوف يعطيك ربك فترضى أراد ان النبي لا يرضى وواحد من أمته في النار وفى الصافي للفيض رحمة الله عليه في الحديث أرجى أية في كتاب الله قوله تعالى وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير وقال الشيخ أبو علي الطبرسي في مجمع البيان في تفسير هذه الآية روى عن علي (ع) أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله خير أية في كتاب الله هذه الآية يا علي ما من خدش عود ولا نكبة قدم الا بذنب وما غفى الله عنه في الدنيا فهو أكرم من أن يعود فيه وما عاقب عليه في الدنيا فهو اعدل من أن يثنى على عبده وقال أهل التحقيق ان ذلك خاص وان خرج مخرج العموم لما
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»