شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٦٩
بتاريكى درون آب حياتست والسبب ان السالك إذا وصل إلى هذا النور خلص من التلوين ورسخ في مقام التمكين كما أن السواد لا يقبل لونا اخر وعند بعضهم نور الذات نور أخضر إشارة إلى الحياة الأبدية وفى السواد أيضا إشارة إلى هذه فان ماء الحياة في الظلمات وبالجملة تأويل هذه الكلمات ان العوالم متطابقة وما يراه السالكون في مكاشفاتهم ومراقباتهم بمنزلة ما يراه النائمون في رؤياهم وكما أنها تحتاج إلى التعبير كك ما يراه المكاشف يحتاج إلى التأويل من مكاشفاته الصورية وكما ينال العاقلة العلم وحاكاه المتخيلة في الرؤيا بصورة شرب اللبن كك تحاكي الخلاص من التلوين والرسوخ في مقام التمكين عند المكاشفة الصورية بصورة النور الأسود والأخضر فليظفر الانسان بالمآل والمأول كالمعبر فلا يهمل الانسان شيئا من الطرفين لا الصورة ولا المعنى ولا يكون مفرطا ولا مفرطا وهذا باب؟؟
واسع نافع في النبوات والمعاد والله يهدى إلى سبيل الرشاد ومنها ان يراد بسواد الوجه شأمة وجه القلب وبهاؤه كشأمة الوجه الظاهر فإنها بهاؤه وزينته ومنها ان يراد بسواد الوجه سواد العين فان سواد العين في الوجه بالواسطة فالفقر نور العين وقرة العين للسالكين فعلى هذين الوجهين كان الكلام من باب التشبيه المحذوف الأداة فالفقر على جميع هذه الوجوه غير الوجه الأول محمول على الفقر المحمود النوري أم كيف تخيب مسترشدا قصد إلى جنابك ساعيا أم منقطعه وكيف استفهامية والخيبة المحرومية والجناب بالفتح والكسر الفناء وفى السعي ايماء إلى حذف مضاف أي إلى فناء بيتك الذي هو الكعبة المقصودة للكل والنسخ التي رأينا ساعيا بالياء المثناة من تحت فيكون من الموازنة كقوله تعالى ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة وقوله هو الشمس قدرا والملوك كواكب هو البحر جودا والكرام جداول وفى بعض النسخ ضاقيا بالضاد المعجمة والقاف والياء المثناة من تحت من ضقيت داره أي قربت وظني ان ساغبا بالغين المعجمة والباء الموحدة انسب لفظا والمعنى ليس بأدون من الأول ولنظام هذا الدعاء المبارك أشد اطرادا من حيث التسجيع ثم من حيث التسجيع بثلاثة اسجاع أو أكثر الذي هو سياق أكثر فقراته فيكون في القولين أعني قصد إلى جنابك ساغبا وورد إلى حياضك شاربا ترصيع ولعله كان في الأصل هكذا ثم حرف ومعلوم ان السجع والترصيع أولي من الموازنة والمعنى أيضا غير مقدوحة وفى القاموس سغب كفرح ونصر سغبا وسغابة وسغوبا ومسغبة جاع أو لا يكون الا مع تعب فهو ساغب
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»