شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٧٥
عن القوة العاقلة بالفعل فضلا عن المدارك الجزئية وامر أتمية الابتهاج والعشق يدور على هذه الثلاثة وإذا ابتهج بذاته ابتهج باثاره لان من أحب شيئا أحب اثاره وإذ ليس موجود ينافيه وينافره لان الكل معاليله وناشئة من قلمه الاعلى والمعلول يلايم علته فلا موجود الا وهو متعلق مشيته وبعض الاخباريين من المعاصرين كأنهم لم يمكنهم فقه إرادة الذات للذات وحصروا تعلق الإرادة بالفعل ولم يدبروا ان في كل موضع متعلق إرادة المريدين أولا وبالذات ذواتهم فالكاتب يريد ويحب ويعشق نفس ذاته ويريد الكتابة بالعرض لإرادة ذاته وقس عليه قال صدر المتألهين س الإرادة رفيق الوجود والوجود في كل شئ محبوب لذيذ والزيادة عليه أيضا لذيذة فالكامل من جميع الوجوه محبوب لذاته ومريد لذاته بالذات ولما يتبع ذاته من الخيرات اللازمة بالعرض واما الناقص بوجه فهو أيضا محبوب لذاته لاشتماله على ضرب من الوجود ومريد لما يكمل ذاته بالذات ولما يتبع ذاته بالعرض فثبت بان هذا المسمى بالإرادة أو المحبة أو العشق أو الميل أو غير ذلك سار كالوجود في جميع الأشياء لكن ربما لا يسمى في بعضها بهذا الاسم لجريان العادة والاصطلاح على غيره أو لخفاء معناه عند الجمهور كما أن الصور الجرمية عندنا إحدى مراتب العلم ولكن لا يسمى بالعلم الا صورة مجردة عن ممازجة الاعدام والظلمات هذا كلامه بأدنى اختصار فظهر ان الإرادة تتعلق أولا بالذات وظهر أيضا ان الإرادة عين الذات الواجبة بل عين كل وجود فكيف بالوجوب الذي هو بحت الوجود والمخالف في هذا رئيس المحدثين أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني ره نظرا إلى ظاهر بعض الأخبار واحتج أيضا على أن الإرادة زايدة على ذاته تعالى بان إرادة الله تعالى لا يصح ان يكون عين علمه سبحانه فإنه سبحانه يعلم كل شئ ولا يريد كل شئ إذ لا يريد شرا ولا ظلما ولا كفرا ولا شيئا من القبايح أو الآثام فعلمه تعالى متعلق بكل شئ ولا كك ارادته فارادته أمر اخر وراء علمه وعلمه عين ذاته فارادته أمر اخر وراء ذاته وهذه شبهة قد استوثقها في الكافي وليست وثيقة وينحسم مادتها بتحقيق مسألة الخير والشر والفحص عما دخل فيهما بالذات وعما نسب إليهما بالعرض وارجاعهما إلى الوجود والعدم وسنتكلم في هذا الشرح الوجيز ان ساعدنا التوفيق وأيضا قد علمت أن الإرادة فيه تعالى عين العلم فكيف يتفاوت المتعلق وأيضا احتجاجه منقوض بالعلم والقدرة إذ العلم يتعلق بكل شئ حتى الممتنعات والقدرة لا تتعلق بها كما
(٧٥)
مفاتيح البحث: محمد بن يعقوب (1)، الضرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»