ففي الفقرتين مراعاة النظير من حيث تناسب المكان والزمان حتى يق انهما توأمان والذنوب أعم من الصغيرة والكبيرة والتشريعية والتكوينية التي هي النقايص اللازمة من المهية والمادة والتعلق بهما ومن أكبر الكباير ما هو المشار إليه في قوله وجودك ذنب لا يقاس به ذنب فان الكل منشأ المباعدة عن دار الوصال ودار الوصال أعم من دار الوصال التي خلفك وكنت أنت وأمثالك فيها منذ العهد القديم ولكونها خلفا عبر عنه بالظهر في قوله تعالى وإذ اخذ من بنى ادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى ودار الوصال التي قدامك ان وفقت للسير من الخلق إلى الحق شريعة وطريقة وللسير في الحق تخلقا وتحققا من كان يرجوا لقاء الله فان أجل الله لات ان إلى ربك المنتهى ان إلى ربك الرجعي ودار الوصال التي بين يديك ان كنت ذا حضور وشهود النور بنور النور الا انهم في مرية من لقاء ربهم الا انه بكل شئ محيط وفى أنفسكم أفلا تبصرون تعرفت لكل شئ فما جهلك شئ عميت عين لا تراك إلى غير ذلك من النقول المتكاثرة المتظافرة وهي والعقل والبرهان والذوق والوجدان في هذا المعنى متعاضدة متظاهرة يعينك على فهم المطلب النظر البشرط لائي وارجاع جنبة الامر والروح إلى أصلها وارجاع جنبة الخلق والجسم إلى أصلها في الانسان كما قال سيدنا علي (ع) ما لابن ادم والفخر أوله نطفة قذرة واخره جيفة قذرة فإذا نظرت إلى الانسان نظرك إلى الماء والتراب البسيطين مثلا لوجدت جميع ما فيه من حلل العلم وحلى القدرة وغير هما كلا من الطوارى والعواري ثم تشفع هذا النظر بالنظر النوراني بان ترى في كل شئ من الجهتين اللتين تركب منهما جهة النورانية والخيرية بان تنتبه بالمسألة البديهية القائلة بان الوجود خير أينما تحقق وتستشعر بان الوجود الحقيقي في كل شئ بما هو وجود لا جزء له أصلا حتى يكون جزء منه في شئ وجزء اخر منه في اخر بل هو بتمامه الذي لا بعض له في كل شئ وليس بجسم حتى يكون له الأجزاء الخارجية ولا بكم حتى يكون له الأجزاء المقدارية ولا بمهية مطلقا حتى يكون له جنس وفصل وان الوجود الحقيقي لا تغير له بما هو وجود فالوجود الذي في الماضيات عين الوجود الذي في الغابرات انما التغير في الزمان والحركة والوجود ليس بهما فتفطن بان حيثية الوجود الذي هو حقيقة بسيطة نورية عين حيثية الوجوب لا انها مساوقة لها أو
(٥٩)