ففي كل واحد من العشرة المثالية تمام العشرة الطبيعية بمعنى ان البصر التي هناك بصر وسمع وشم اه وكذا السمع التي هناك سمع وبصر وشم اه ثم في عالم عقلها الف مشعر لا وسعية ذلك العالم منهما وذلك على سبيل ضرب المأة في العشرة العقلية بالمعنى المذكور الأصل الثالث ان النفس الانسانية ذات وجهين وجه إلى الجنبة العالية والناحية المقدسة وهو بابه الداخلي إلى عالم الملكوت ووجه إلى الجنبة السافلة وهو بابه الخارجي إلى عالم الملك وكل من الملكوت والملك مما يؤثر في النفس اثاره المختصة والنفس تتأثر منها بنحو الخطرة والحال والملكة حتى تبلغ إلى مقام الاستقامة والتمكن فتنخرط إما في سلك الملائكة بل تصير أعلى منهم أو تلتحق بحزب الشياطين بل تصير أدنى منهم ولما كان الأصل والسلطان كك وكان الفرع والرعايا بطوره وطرزه إذ الأثر يشابه صفة مؤثره كان الحس المشترك أيضا ذا وجهين فهو كمرآة ذات وجهين وجه إلى الخارج ووجه إلى الداخل فكما ينطبع في وجهه الخارجي كلما ينتقش في المشاعر الظاهرة كك ينطبع في وجهه الداخلي من الباطن رقايق الحقايق وحكايات المعاني وكلما يركبه المتخيلة من الصور الخيالية يشاهده بوجهه الداخلي ثم يحفظ ذلك المركب الخيال الذي هو خزانته كما كان حافظا للبسايط وإذا كان مدركات الحس المشترك من الداخل قويا كان شهودا لأنه إذا وصل المدرك إليه كان مشاهدة ولا فرق في الوصول انه صعد إليه أو نزل وانه تجرد الطبايع أو تمثل الحقايق الأصل الرابع الكشف بالقسمة الأولية قسمان صوري ومعنوي والصوري ما يحصل بطريق الحواس الخمس وينقسم الصوري قسمة ثانية بحسب المحسوسات الخمسة فما يكون بطريق الابصار كرؤية المكاشف صور الأرواح عند تمثلها وما يكون بطريق السماع كسماع النبي صلى الله عليه وآله كلمات فصيحة بليغة ومنه ما يسمى نقرا في الاسماع الحاصل للمكاشفين وما يكون بطريق الشم كالتنشق بالنفحات الإلهية كما قال النبي صلى الله عليه وآله ان لله في أيام دهركم نفحات الا فتعرضوا لها وقال انى أجد نفس الرحمن من قبل اليمن وما يكون بطريق الذوق كقوله صلى الله عليه وآله أبيت عند ربى يطعمني ويسقيني وما يكون بطريق اللمس كقوله صلى الله عليه وآله وضع الله تعالى كفه بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي وهذه المكاشفات قد تنفرد وقد تجتمع وكلها تجليات أسمائية فإذا تجلى الله تعالى على السالك المرتاض باسمه البصير يرى ما لا يرى غيره
(٥٣)