عن المواد والمهيات الكثيرة والتعلق والإضافة إلى الواحد الاحد إضافة اشراقية بجعلها واحدة كأيدي عمالة بل يدين بل يد واحدة له كلتا يدي ربي يمين ولا معنى فيه تعالى الا صريح ذاته وكل كمالاته عين ذاته ومن هنا ورد في أسمائه الحسنى يا من لا شريك له ولا وزير وفى القران المجيد هو الذي يصوركم في الأرحام الله يتوفى الأنفس حين موتها اتقوا الله يعلمكم الله ويعلمهم الكتاب والحكمة ولهذا فيما نحن فيه طوى نصر ملائكته عند محاربة النفس والشيطان في نصره تعالى وهذا مقام عدم رؤية الأسباب وقطعها واليه أشير في دعاء كميل أسئلك بحقك وقدسك وأعظم صفاتك وأسمائك ان تجعل أوقاتي في الليل والنهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصولة واعمالي عندك مقبولة حتى تكون أعمالي وأورادي كلها وردا واحدا وحالي في خدمتك سرمدا ومن المقام الأول قوله تعالى وما يعلم جنود ربك الا هو قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم علمه شديد القوى وفى هذا النظر مباشر التصوير إسرافيل وجنوده وهذا مقام أبى الله ان يجرى الأمور الا بأسبابها بيان تفصيلي التفصيل في بيان وجود الملك والشيطان والالهام والوسواس وكيفية المحاربة والتطارد بين جنود هما في معركة وجود الآدمي يستدعى تأسيس أصول وراء ما سمعت الأصل الأول ان عالم الصورة غير منحصر في هذا العالم الطبيعي بل الصور قسمان صور قائمة بالمواد العنصرية الداثرة الزايلة وصور غير قائمة بها وهذه أصول تلك وهذه دائمة موجودة قبل تلك وبعدها لا دثور ولا زوال فيها إذ لا محل لها أو محلها بسيط غير داثر وهذه الصور الأصول مما اتفق عليه الاشراقيون والمشاؤن الا انها قائمة بذواتها عند الاشراقيين وهي عالم المثال القائل به العرفاء أيضا وصدق به الشرع الأنور وبه يتم عالم البرزخ وعالم الذر وقائمة بالنفس المنطبعة الفلكية عند المشائين وصور الخيال وصور المرائي عند الشيخ الاشراقي شهاب الدين السهروردي عن عالم المثال الأصل الثاني ان للنفس الانسانية في ذاتها مشاعر عشرة هي أصول هذه المشاعر الجسدية لتطابق العوالم الثلاثة الطبع والخيال والعقل ولان كلما في العالم الأدنى فله مثال في العالم الاعلى بل في عالم مثالها مأة مشاعر لان العشرة التي في عالم الطبع يضرب في العشرة التي في المثال
(٥٢)