المعينة المنطوى فيه ارادتك الجزئية إياها فردا فردا في أوقاتها المخصوصة والإرادة أعم من الميل الكلى وهذه الميول الجزئية المرهونة بأوقاتها وبهذين الاعتبارين يذكر أحدهما في مقابل الأخر كما ورد انه تعالى علم وشاء وأراد ثم إن المشية والإرادة عند بعض المتكلمين اعتقاد المنفعة وعند بعض اخر ميل تبعه والحق ان المشية فينا أو الإرادة أو ما شئت فسمها من النظاير الشوق المتأكد الذي هو عقيب داع هو العلم بملايم في الفعل وباصطلاح هو القصد المتعقب للعزم المتعقب للجزم المتعقب للميل المتعقب للعلم التصوري بالفعل وللعلم التصديقي بالداعي وفيه تعالى هي عين الداعي وهو عين علمه الفعلي بنظام الخير في الفعل وهو عين ذاته المتعالية بيان ذلك ان شاكلتنا فيما قصدنا فعله انا نتصوره أولا ثم نصدق بفايدته تصديقا ظنيا أو تخيليا أو يقينيا ان فيه صلاحا ومنفعة أو محمدة ومنقبة وبالجملة خيرا من الخيرات بالقياس إلى جوهر ذاتنا أو إلى قوة من قوانا فينبعث من ذلك شوق إليه ونجزم ان نفعله ونخلص من التردد فإذا اهتزت القوة الشوقية وتأكد الشوق وصار عزما واجماعا ثم إن لا يفسخ العزيمة وصار قصدا حركت القوة المنبثة في العضلات وهنا لك يتحرك الأعصاب والأعضاء الأدوية فذلك الشوق المتأكد البالغ إلى العزم والقصد إرادة وما في القوة المنبثة قدرة وذلك التصديق بالفايدة هو الداعي وذلك التصور والجزم بالفعل هو العلم فهذه مبادى الفعل فينا أرباب الحاجات واما في الصمد الغنى الذي علمه فعلى وقدرته نافذة فكما ذكرنا من أن الداعي والإرادة والقدرة عين علمه العنائي وهو عين ذاته الغنى وكما أنه يترتب فينا شوق القوة الباعثة على نفس تصور الفعل واعتقاد انه نافع لنا من غير أن يتخلل بين علمنا وشوقنا شوق اخر وإرادة أخرى بل العلم فعلى بالنسبة إلى الشوق كك يترتب الإفاضة على نفس علمه بنظام الخير في العالم من دون تخلل شوق وهمة زايدين ثم إن إرادة الفعل منطوية في ارادته ذاته وارادته ذاته عين ذاته كما ذكرنا فان الإرادة هي العشق والمحبة ومن المقررات في محله ان لا التفات بالذات للعالي إلى السافل فارادته لاثاره لأجل انه تعالى مبتهج بذاته لكونه أجمل من كل جميل وأبهى من كل بهيئ وعلمه بذلك الجمال والبهاء أتم العلوم لكونه حضوريا بالغير فكيف بذاته لا حصوليا وفعليا لا انفعاليا وتفصيليا لا اجماليا والذات العالمة فوق كل ذي علم لأنه قوة إلهية بسيطة جامعة لكل القوى والمدارك وفوق العقل الكلى فضلا
(٧٤)