شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٤٦
من لطايف الأغذية فعلها النمو والزيادة سبب افتراقها اختلاف المتولدات فإذا فارقت عادت إلى ما منه بدت عود ممازجة لا عود مجاورة فقال يا مولاي ما النفس الحيوانية قال (ع) قوة فلكية وحرارة غريزية أصلها الأفلاك بدو ايجادها عند الولادة الجسمانية فعلها الحياة والحركة والظلم والغلبة واكتساب الشهوات الدنيوية مقرها القلب سبب افتراقها اختلاف المتولدات فإذا فارقت عادت إلى منه بدت عود ممازجة لا عود مجاورة فتنعدم صورتها ويبطل فعلها ووجودها ويضمحل تركيبها فقال ما النفس الناطقة القدسية قال (ع) قوة لاهوتية بدو ايجادها عند الولادة الدنيوية مقرها العلوم الحقيقية موادها التأييدات العقلية فعلها المعارف الربانية سبب فراقها تحلل الآلات الجسمانية فإذا فارقت عادت إلى منه بدت عود مجاورة لا عود ممازجة فقال ما النفس الإلهية الملكوتية الكلية فقال (ع) قوة لاهوتية وجوهرة بسيطة حية بالذات أصلها العقل منه بدت وعنه دعت واليه دلت وأشارت وعودها إليه إذا كملت وشابهت ومنها بدت الموجودات واليها تعود بالكمال وهي ذات العليا وشجرة طوبي وسدرة المنتهى وجنة المأوى من عرفها لم يشق ابدا ومن جهلها ضل وغوى فقال السائل ما العقل قال (ع) جوهر دراك محيط بالأشياء عن جميع جهاتها عارف بالشئ ء قبل كونه فهو علة للموجودات ونهاية المطالب صدق ولي الله قوله (ع) مقرها العلوم الحقيقية فيه اشكال على قواعد أرباب العلوم الحقيقية إذ قد قرر في مقره ان العلم كيفية نفسانية فالنفس مقرها دون العكس فلكلامه (ع) بيانان أحدهما ان يكون إشارة إلى اتحاد العاقل والمعقول على نحو أشرنا إليه سابقا وهو ان النفس في مقام ذاتها البسيطة جامعة لجميع ما هو معقول بالذات لها بنحو أعلى كما انها جامعة لجميع قواها بنحو بسيط ومصداق واحد ليس من الله بمستنكر ان يجمع العالم في واحد فكيف ما في عالم نفس النفس فالنفس مقام اجمال تلك المعقولات المفصلة ونحو أعلاها وكل كلي عقلي اشراق منها وظهور لها بلا تجاف عن مقامها الذاتي ومقام تفصيل وشرح للنفس كما أن كل كلي عقلي نور بسيط محيط بالافراد
(٤٦)
مفاتيح البحث: التصديق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»