شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٣٥
قال تعالى ويثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة اللهم يا مقلب القلوب والابصار صل على محمد واله الاطهار وثبت قلبي على دينك ودين نبيك ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة انك أنت الوهاب أو متعلقة بالثابت وذلك بوجهين أحد هما ان يكون من باب القياس الأولى فإنه صلى الله عليه وآله إذا كان ثابت القدم في بدو الاسلام كان كك بعده وحين نضجه بطريق أولي كدلالة قوله تعالى لا تقل لهما أف على مثل لا تضربهما وثانيهما ان يكون المراد بالزمن الأول معهد الأزل يوم الست بربكم وهو أول من أقر فالمعنى ان ثبات قدمه صلى الله عليه وآله على الزحاليف منذ عهد الأزل وقد طبق الأخر على الأول فظهر فيما لا يزال ما قضى في الأزل وبرز في العين والكون ما كمن في العلم والثبوت تلويح لوحي وتعليم قلمي لتأويل ثبات قدم خاتمي كما كان صلى الله عليه وآله ثابت القدم في الزحاليف العملية كان ثابت قدم الذهن في الزحاليف العلمية إذ قبلته بين المشرق والمغرب وشجرة زيتونة وجوده المبارك لا شرقية ولا غربية فجمع بين الوحدة والكثرة بحيث لا يصيبك حر نار الوحدة ولا برد زمهرير الكثرة ولا تشريك التركيب وجمع بين التنزيه والتشبيه بحيث لا يقربك انوثة التشبيه ولا ذكورة التنزيه ولا خنوثة التركيب بل على وجه يعرفه الراسخون في العلم وتأويل الزمن الأول ح إما النشأة العلمية السابقة سبقا سرمديا أو دهريا واما زمان قبل البعثة بان يكون من باب مفهوم الموافقة وسيأتى ان المحققين من الامامية يقولون بعصمته صلى الله عليه وآله علما وعملا قبل البعثة وبعدها ثم إن الثابت القدم والناصع الحسب من صنعة المماثلة كقوله تعالى واتينا هما الكتاب المستبين وهدينا هما الصراط المستقيم وعلى اله الطاهرين الأخيار المصطفين الأبرار آل الرجل أهله وأقاربه خص استعماله بذوي الاشراف وآل النبي الختمي صلى الله عليه وآله عترته الطاهرة أهل بيت العصمة وفى القاموس آل الله ورسوله أولياؤه انتهى وكل من صحت نسبته الباطنية إلى باطنه وهو عقل الكل فهو من اله باطنا ومن هنا ورد سلمان منا أهل البيت والطاهرين اه إشارة إلى عصمتهم (ع) ولما اشتهر عند الإمامية ان مخالفيهم لا يقولون بعصمة الأنبياء وغيرهم وربما يتوهم انهم يقولون بصدور الخطاء عنهم أي خطأ كان وعلى أية حالة كانوا والحال انهم قالوا بوجوب العصمة فيما يتعلق بالاعتقاد والتبليغ والفتوى واما فيما يتعلق بأفعالهم وأحوالهم ففيه اختلافهم وفيه أيضا تفصيل بحسب الصغيرة والكبيرة وبحسب قبلية البعثة وبعديتها
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»