شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٤٤
التوفيق وإضافة المحاربة إلى النفس والشيطان من إضافة المصدر إلى المفعول أي محاربتي أيا هما فقد وكلني اه أي فقد طرحني إلى مكان التعب والحرمان والنفس تطلق على ذات الشئ وتطلق على كمال أول لجسم طبيعي آلى فتنقسم إلى نفس سماوية وأرضية والأرضية إلى نفس نباتية وحيوانية وانسانية فتقابل الصورة النوعية المعدنية والطبيعية ويطلق على جوهر مجرد في ذاته دون فعله عن المادة فتقابل العقل المفارق في ذاته وفعله عن المادة وتطلق في اصطلاح العارفين على واحدة من اللطايف السبع من الانسان المتداولة عندهم وهي الا بطن السبعة لهذه الآية الكبرى من الطبع والنفس والقلب والروح والسر والخفى والأخفى وفسروها بالروح البخاري الحيواني المتداول في لسان الحكيم والسبب فيه ان رحى الشهوة والغضب والفرح والغم والخوف والرجا ونحوها يدور على ذلك الروح البخاري وزيادته ونقصانه وتكدره واشراقه فتقابل اللطايف الأخر وتقابل العقل العملي فيقال هذا مقتضى النفس وذاك مقتضى العقل وهذا يسير في منازل النفس وذاك يسير في منازل القلب وقد مر في الفتح ما يوافقه ويطلق عند هم تأسيا بكتاب الله وسنة نبيه على النفس الامارة واللوامة فتقابل النفس الملهمة والمطمئنة والعقل بقسميه النظري والعملي والنفس الناطقة في اصطلاح الحكيم تطلق على جميع اللطايف السبع المذكورة إذا عرفت هذا فالنفس في قول الداعي عند محاربة النفس والشيطان يراد بها المعنى الأخير وفى حديث كميل عن علي (ع) أقسام النفس ببعض المعاني المذكورة نذكره تيمنا قال سئلت مولانا أمير المؤمنين عليا (ع) فقلت أريد ان تعرفني نفسي قال (ع) يا كميل وأي الأنفس تريد ان أعرفك قلت يا مولاي هل هي الا نفس واحدة قال (ع) يا كميل انما هي أربعة النامية النباتية والحسية الحيوانية والناطقة القدسية والكلية الإلهية ولكل من هذه خمس قوى وخاصيتان فالنامية النباتية لها خمس قوي جاذبة وماسكة وهاضمة ودافعة ومربية ولها خاصيتان الزيادة والنقصان وانبعاثها من الكبد والحسية الحيوانية لها خمس قوى سمع وبصر وشم وذوق ولمس ولها خاصيتان الشهوة والغضب وانبعاثها من القلب والناطقة القدسية لها خمس قوى فكر وذكر وعلم وحلم ونباهة
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»