الحجر على كلب جاثم رؤية حسية واقعية استنتاج من انهاج فالمحاربة والمطاردة في معركة وجود الآدمي قائمة بين جندي الملك والشيطان إلى أن ينفتح لاحد هما فيتمكن ويستوطن وذلك لان أشرف البقاع انما هو قلب المؤمن فلا تجد ديارا عامرة ولا رياضا ناضرة الأرض وقلب المؤمن أشرف منها بل قلب المؤمن كالمرآت إذا صفى يترائى فيه كلما في الديار والرياض ولعلك سمعت قصة بذل جهد أهل الصين في جودة التصويرات واستفراغ وسع أهل الروم في تحسين التصقيلات وآرائة الصور بنحو أتم في القوابل المصقولة بعد رفع الحواجز المسدولة بل قلب المؤمن فوق المرآت لأنها تحتجب بالحجب المعترضة في البين وهو لا يحتجب بالعناصر والأفلاك والكرسي والعرش فمع سقوط الانسان في أسفل السافلين من العالم العنصري ينفذ نور قلبه من أقطار الأجسام ومراتب العوالم المجردة إلى عالم الأسماء والصفات الإلهية ويشاهدها بحسب جهده بل قلب المؤمن عرش الرحمن وبيت الله الملك المنان وإذا كان القلب أشرف البقاع كان لايقا بالملوك وما من مملكة وسيعة معمورة الا وفيها تنازع وتخاصم وتشاجر وتقاوم بين الملوك ويغبط كل منهم الآخرين في الظفر بها ولكن أحد الملكين هنا كماء الحياة والاخر كالسراب أو أحد هما كالنور والاخر كالظلام ومعلوم انه للظلام بالنور قوام كما أن له فيه البوار والانعدام وفى العقول المجردين والملائكة المقربين الظاهر أقوى وأشد فعلية من المظهر وفى الجهل والا بالته؟؟ المظهر أقوى من الظاهر لتعجين ذواتهم الخبيثة من الظلام والاعدام والحدود ونقايص الوجود ومع هذا الوهن في الوجود والوهى في القدرة قد فتحوا أكثر القلوب وملكوها واستعبدوها واسترقوا قرائها (قواها) وأسروا أهلها ووقع ما وقع لان هؤلاء الأكثرين ديدنهم قضاء وطر النفس وانجاح مطالبها ومآربها وتبعية حظوظها وهو أجسها وإذا اتبعوا الهواجس تطرق الوساوس ونعم ما قيل كر شود دشمن درونى نيست * باكى از دشمن برونى نيست ضياء واحياء قال صاحب احياء العلوم ان خاطر الهوى يبتدى أولا فيدعوه إلى الشر فيلحقه خاطر الايمان فيدعوه إلى الخير فينبعث النفس بشهوتها إلى نصرة خاطر الشر فتقوى الشهوة وتحسن التمتع فينبعث العقل إلى خاطر الخير ويدفع في وجه الشهوة ويقبح فعلها وينسبها إلى الجهل ويشبهها بالبهيمة والسبع في تهجمها على الشر وقلة اكتراثها بالعواقب ويميل النفس إلى نصح العقل
(٥٧)