العرفاء الكاملين هي البرزخية الكبرى التي ينتهى إليها مسير الكمل واعمالهم وعلومهم وهي نهاية المراتب الأسمائية التي لا يعلوها رتبة وجنة المأوى أي جنة الصفات التي هي التجليات الأسمائية والتخلقات الصفاتية من عرفها لم يشق اه قد مر وجه ذلك في بيان ربط الحادث بالقديم والصلاة على وجه النبي الكريم محيط بالأشياء قد يطلق العقل الكلى وعقل الكل ويراد جملة العقول الطولية والعرضية بل أصلها العقلي المحفوظ فيها كأنها فروعه وتجلياته وقد يطلق على العقل الأول الذي بإزاء النفس التي للفلك الأقصى الذي قد يق له جسم الكل وقس عليه اطلاقي النفس الكلية ونفس الكل وعلى أي التقديرين فإحاطة العقل الكلى بجميع العقول وجميع النفوس بل بجميع الأشياء مبرهنة لأنه جامع فعليات الأشياء من حيث هي فعليات وموضع بسطه الكتب العقلية الحكمية هذا أنموذج من كتاب النفس واما الشيطان فهو عند المتكلمين جسم لطيف شرير قادر على التشكل باشكال مختلفه كأصله الذي هو الجن أو الملك على الاختلاف والثلاثة مع جسميتهم عند أكثرهم أنواع متخالفة وعند المعتزلة على ما نقل المحقق الطوسي س عنهم في فقد المحصل كلهم نوع واحد وتخالفهم بالافعال فالذين لا يفعلون الا الخير فهم الملائكة والذين لا يفعلون الا الشر فهم الشياطين والذين يفعلون تارة هذا وتارة ذاك فهم الجن ولذلك عد إبليس تارة في الملائكة وتارة في الجن وقال العلامة التفتازاني في شرح المقاصد والقائلون من الفلاسفة بالجن والشياطين زعموا ان الجن جواهر مجردة لها تصرف وتأثير في عالم الأجسام العنصرية من غير تعلق بها تعلق النفوس البشرية بأبدانها والشياطين هي القوى المتخيلة في افراد الانسان من حيث استيلائها على القوة العاقلة وصرفها من جانب القدس واكتساب الكمالات العقلية إلى اتباع الشهوات واللذات الحسية والوهمية ومنهم من زعم أن النفوس البشرية بعد مفارقتها عن الأبدان وقطع العلاقة معها إن كانت خيرة مطيعة للدواعي العقلية فهم الجن وإن كانت شريرة باعثة على الشرور والقبايح معينة على الضلالة والانهماك في الغواية فهم الشياطين وبالجملة فالقول بوجود الملائكة والجن والشياطين مما انعقد عليه اجماع الآراء ونطق به كلام الله تعالى وكلام الأنبياء وحكى مشاهدة الجن عن كثير من العقلاء وأرباب المكاشفات من الأولياء
(٥٠)