وليس لها انبعاث وهي أشبه الأشياء بالنفوس الملكية ولها خاصيتان النزاهة والحكمة والكلية الإلهية لها خمس قوى بقاء في فناء ونعيم في شقاء وعز في ذل وغنى في فقر وصبر في بلاء ولها خاصيتان الرضا والتسليم وهذه التي مبدئها من الله واليه تعود قال الله تعالى ونفخت فيه من روحي وقال تعالى يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية والعقل وسط الكل قوله (ع) مربية هي القوة المنمية وقوله (ع) وانبعاثها من القلب أي أولا وبالذات وهذا لا يدفع قول الحكيم وتسميته إياها قوى دماغية لان الروح البخاري ينبعث من التجويف الأيسر من القلب أولا ثم يصعد في مسلك بعض الشرايين إلى الدماغ فيبرد بالتردد في تجاويفه فيعتدل ويصير مطايا القوى الدماغية ولعل الفكر والذكر والعلم متعلقة بالعقل النظري المسمى بالقوة العلامة للناطقة فتكون إشارة إلى العقل بالملكة والعقل بالفعل والعقل المستفاد والحلم والنباهة متعلقان بالعقل العملي المسمى بالقوة العمالة للناطقة فتكون إحديهما الحال والاخر الملكة في العمل الصالح ومناسبة الحلم انما هي مع الملكة باعتبار الثبات والاستقامة والطاقة للعامل واما الحدس فيليق بالنفس الرابعة لان الاحكام تابعة للعنصر الغالب والحدس فيها غالبة لا في الثالثة ويمكن ان يكون النباهة إشارة إلى الحدس المغلوب للفكر في الثالثة والنزاهة هي الحرية التي يقال في النفس الشريفة هي التي فيها الحكمة والحرية وقوله (ع) في الكلية الإلهية بقاء في فناء اه يمكن ان يكون في للتعليل ولا يخفى وجهه وأن يكون للظرفية من قبيل كون الباطن في الظاهر والروح في الجسد ومن أمثال العرفاء إذا جاوز الشئ حده انعكس ضده وقوله (ع) والعقل وسط الكل تمثيل لكون العقل مركزا وهي دواير لكن اعلم أن الامر في المركز والدايرة المعنويين في الإحاطة على عكس حال المركز والدايرة الحسيتين فذلك العقل الكلى ان رزقك الله تعالى هو الأصل المحفوظ لهذه وروى أيضا عن أمير المؤمنين (ع) انه سئله اعرابي عن النفس فقال (ع) اي الأنفس تسئل فقال يا مولاي هل النفس أنفس عديدة فقال (ع) نفس نامية نباتية وحسية حيوانية وناطقة قدسية والهية كلية ملكوتية قال يا مولاي ما النامية النباتية قال (ع) قوة أصلها الطبايع الأربع بدو ايجادها عند لمسقط النطفة مقرها الكبد مادتها
(٤٥)