من العقول المجردين والأنوار القواهر الأعلين القديسين ومقامه ذروة كاهل حقيقة الروح الأمين كما مر فكما كان روحانية الأنبياء والأولياء العقل الفعال الواقع في المرتبة العاشرة من السلسلة الطولية كك روحانية الخاتم صلى الله عليه وآله عقل الكل الذي هو الأصل المحفوظ في جميع العقول فاذن جميع صفات عقل الكل واحكامه المقررة في فن الربوبيات من الحكمة مفاخر الحضرة الختمية نعم من كان روح القدس في جنان الصاقورة ذاق من حدائقهم الباكورة كما قال بعض أولاده الطاهرة لا غرو في حسبه من أمثال هذه المفاخرة تأييد وتوفيق ومن هنا يوفق بين القولين هل غاية الصلاة عليه تعود إليه أم إلى المصلى فإنك متى استشعرت ان روحانيته صلى الله عليه وآله عقل الكل وعقل الكل لا حالة له منتظرة علمت أن الله تعالى قد أعطاه من علو الدرجة ورفع المنزلة ما لا يتصور لممكن وانه ختم الكمال وبلغ قصيا مراتب الجمال والجلال نغباء الغنى المتعال ولما كانت أمته كأوراق وأغصان من شجرة طوبى وجوده كان العود إلى المصلى عود إليه صلى الله عليه وآله إذ الأوراق من صقع الشجرة فضلا عن الأغصان ولهذه الكلية والسعة حيث يستصرخ الأنبياء في القيمة بقولهم وأنفسي يقول هو صلى الله عليه وآله وا أمتي وكيف لا يكون أمته عنده كنفسه القدسية وهو للأيتام أشفق من الأب الشفيق وللشيوخ العجزة أرئف من الولد الرؤف ولا ولات المسكنة من الأرامل ارحم من الزوج الرحيم ويرضى لهم ما يرضى لنفسه بل يؤثر كثيرا على نفسه كما هو مقتضى مقام الفتوة فهو كأنه الكل وقد ورد عن بعض أولاده الطاهرة في حقهم (ع) في الزيارة المسماة بالجامعة الكبيرة ذكر كم في الذاكرين وأسماؤكم في الأسماء وأجسادكم في الأجساد وارواحكم في الأرواح وأنفسكم في النفوس وآثاركم في الآثار والثابت القدم على زحاليفها في الزمن الأول الزحاليف جمع الزحلوفة وهي مكان منحدر مملس وفى مجمع البحرين بعد ذكر معناها قال ومنه في وصف النبي صلى الله عليه وآله الثابت القدم على زحاليفها في الزمن الأول أي قبل النبوة والضمير للدنيا وان لم يجر لها ذكر لمعلوميتها وفى الكلام استعارة انتهى أقول الاظهر ان يرجع الضمير إلى القدم كما يق مزال الاقدام وقد قيل كلما كان من الأعضاء زوجين ففيه تأنيث وليت شعري كيف لم يتفطن به مع ظهوره وكلمة في متعلقة بزحاليفها أي هو صلى الله عليه وآله ثابت القدم في المزال التي كانت في أوايل الاسلام في اعلان كلمة الله واحياء دينه إذ لم ينضج بعد والا فثبات قدمه في تحمل أعباء النبوة كما امره ربه بقوله فاستقم كما امرت ليس موقتا
(٣٤)