جميع مشاعره تنال المكشوفات الصورية الأخرى هذا مع أن شدة الانكشاف له فوق الانكشافات التي للآخرين وان خارجيته على نحو أتم واكمل من هذه الخارجيات والشيطان أيضا جسماني ومعنوي وصوري وخارجي وداخلي فالجسماني أثبته النقل ولا امتناع في العقل بناء على أنه من الجن ففسق عن أمر ربه فيمكن ان يتحقق في الأجسام مركبات يغلب عليها الخفيفان ذوات أمزجة قابلة للحيوة والشعور متشكلة بالاشكال المختلفة بسبب التخلخل والتكاثف وغير ذلك من الاحكام والمعنوي الخارجي مثل الجهل الكلى المأثور في أحاديث العقل والجهل ومثل كلية المهيات الامكانية وذلك لان المهيات مثار الكثرة وعليها يدور رحى السوائية قال السيد المحقق الداماد في التقديسات تقديس فاذن قد عاد الامر كله إلى إقليم الله ورجع الوجود كله إلى صقع الله فاشهد ان الموجود الحق هو الله الواحد الحق الشخصي القيوم الواجب بالذات أليس لا يعنى بالوجود الا ما هو منشأ انتزاع الوجود ومصداقه ومطابقة بالذات وان انتزع مفهوم الوجود عما سواه بالاستناد إليه على أن هي حين ما هي متقررة موجودة بالفعل من جهة ذلك الاستناد باطلة المهيات هالكة الآنيات بالليس السازج والسلب البسيط في حد أنفسها بحسب لحاظ ذواتها بما هي هي فاذن قد استبان ان القيوم الواجب بالذات هو الحقيقة والذات والهوية على الحقيقة وما سواه مجازات في التقرر وذوات مجازية في الوجود بحسب لغة الحكمة الحقة الخالصة التي واضعها الحدس والفحص والبرهان وان شاع اطلاق الحقيقة والموجودية عليها حقيقة بحسب وضع اللغة اللسانية ولعل هذه المعرفة كنه الكفر بالطاغوت وحقيقة الايمان بالله في التنزيل الحكيم الكريم إذ قال عز من قائل فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها فلعل الطاغوت كل عالم الامكان بنظام الجملي الذي هو ضم الهلاك بطباع الجواز الذي هو ضم البطلان والعروة الوثقى نور اليقين الحق الخالص الذي لا يعتريه قواصم الشكوك في ظلمات الأوهام من حوله ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والله تعالى اعلم برموز خطابه واسرار وحيه انتهى والمعنوي الداخلي مثل الوهم الغالط المغالط حتى أن بعض الفلاسفة قصر الشيطان عليه وهو وهم والصوري مثل ما يظهر للمكاشف في رياضاته ومراقباته من مظاهر الجهل ورقايق حقيقة الشيطان كمن يخالف النفس فيمثل له ويرى في المراقبة انه يرمى
(٥٦)