إلى منازل القلب في حدود السير من الخلق إلى الحق وهذا هو المشار إليه بقوله تعالى نصر من الله و فتح قريب والفتح المبين هو ما انفتح على العبد من مقام الولاية وتجليات أنوار الأسماء الإلهية (المغنية)؟؟ لصفات القلب وكمالاته وهذا في مقام السير في الحق وهو المشار إليه بقوله تعالى انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر أي من الصفات النفسانية والقلبية والفتح المطلق وهو أعلى الفتوحات وأكملها ما انفتح على العبد من تجلى الذات الأحدية والاستغراق في عين الجمع بفناء الرسوم كلها وهو المشار إليه بقوله تعالى إذا جاء نصر الله والفتح وقد يستتبع السير من الحق إلى الخلق وهو مقام البقاء في الفناء فكل طلوع بعد غروب عن الأفق صباح ومن هنا سموا نهاية مقام القلب بالأفق المبين وسموا نهاية مقام الروح وهي الحضرة الواحدية بالأفق الاعلى والمصراعان بحسب هذا التأويل العلم والعمل والجمعية بالاعتبار المذكور أو باعتبار الموارد وألبسني اللهم من أفضل خلع الهداية والصلاح البسني استعارة تبعية والخلع جمع الخلعة ترشيح والهداية قد يجيئ بمعنى الايصال إلى المطلوب نحو قوله تعالى انك لا تهدى من أحببت وقد يجيئ بمعنى إرائة الطريق نحو قوله تعالى وهديناه النجدين والظاهر أنها حقيقة في الإرائة مجاز في الايصال والاشتراك خلاف الأصل واغرس اللهم لعظمتك في شرب جناني ينابيع الخشوع الغرس اثبات الشجر في الأرض والشرب المورد ومجرى المياه ومنه ما يقال في الفقه شرط الشفعة الشركة في الشرب والمجاز والجنان القلب والينابيع جمع الينبوع وهو العين والخشوع الخضوع وقد يفرق بينهما بان الخضوع يستعمل في البدن والخشوع في الصوت والبصر نحو وخشعت الأصوات للرحمن ولعلك تقول الغرس يناسب الشجر مثل ان يق شجرات الخشوع قلنا ليس كك إما أولا فلان اغرس استعارة مطلقة لا ترشيحية ولا مجردة واما ثانيا فيمكن ان يكون اغرس مشتقا اشتقاقا جعليا كاستحجر واستونق ونحوهما من الغرس بمعنى العين وفى القاموس وبئر غرس بالمدينة ومنه الحديث غرس من عيون الجنة وغسل صلى الله عليه وآله منها وبعد ما كتبت ذلك رأيت نسخة صحيحة فيها بدل اغرس اغرز وهي إن كانت بتقديم الراء المهملة على المعجمة كانت من غرزت الشئ بالإبرة ونحوها وإن كانت بتقديم المعجمة على المهملة كانت من باب الافعال والغزارة الكثرة ومنه قوله الشئ
(٤٠)