قال: نح عني هذا فسأل الثانية. فقال: أن ترجع وترد هذا الجيش عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإن يك صادقا فأنتم أعلا به عينا وإن يك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب أمره، فقال: إذا لا تتحدث نساء قريش بذلك، ولا تنشد الشعراء بأشعارها (1) أني جبنت ورجعت إلى عقبي من الحرب، وخذلت قوما رأسوني عليهم؟ فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): فالثالثة: أن تنزل إلى قتالي فإنك فارس وأنا راجل حتى أنابذك، فوثب عن فرسه وعرقبه، وقال: هذه خصلة ما ظننت أن أحدا من العرب يسومني عليها، ثم بدأ فضرب أمير المؤمنين (عليه السلام) بالسيف على رأسه فاتقاه أمير المؤمنين (عليه السلام) بالدرقة فقطعها وثبت السيف على رأسه. فقال له علي (عليه السلام): يا عمرو، أما كفاك أني بارزتك وأنت فارس العرب حتى استعنت علي بظهير، فالتفت عمرو إلى خلفه فضربه أمير المؤمنين (عليه السلام) مسرعا على ساقيه فقطعهما جميعا وارتفعت بينهما عجاجة، فقال المنافقون: قتل علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ثم انكشفت العجاجة ونظروا فإذا أمير المؤمنين (عليه السلام) على صدره وقد أخذ بلحيته يريد أن يذبحه ثم أخذ برأسه وأقبل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) والدماء تسيل على رأسه من ضربة عمرو، وسيفه يقطر منه الدم، وهو يقول والرأس بيده:
أنا علي ابن عبد المطلب * الموت خير للفتى من الهرب فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي ماكرته؟ قال: نعم يا رسول الله الحرب خديعة.
وبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) الزبير إلى هبيرة بن وهب فضربه على رأسه ضربة فلقت هامته.
وأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) عمر بن الخطاب أن يبارز ضرار بن الخطاب فلما برز إليه ضرار انتزع له عمر سهما فقال له: ضرار ويلك يا ابن صهاك أترميني في مبارزة، والله لئن رميتني لا تركت عدويا بمكة إلا قتلته، فانهزم عند ذلك عمر ومر نحوه ضرار وضربه ضرار على رأسه بالقناة ثم قال احفظها يا عمر فإني آليت أن لا أقتل قرشيا ما قدرت عليه فكان عمر يحفظ له ذلك بعد ما ولى وولاه. فبقي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحاربهم في الخندق خمسة عشر يوما فقال أبو سفيان لحيي بن أخطب: ويلك يا يهودي أين قومك؟ فصار حيي بن أخطب إليهم فقال: ويلكم اخرجوا فقد نابذكم محمد (صلى الله عليه وآله) الحرب، فلا أنتم مع محمد (صلى الله عليه وآله) ولا أنتم مع قريش. فقال كعب:
لسنا خارجين حتى تعطينا قريش عشرة من أشرافهم رهنا يكونون في حصننا إنهم إن لم