التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٠
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا 21 ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما 22 لي شهادة ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة فأمسك الدم، وتورمت يده وضرب له رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المسجد خيمة، وكان يتعاهده بنفسه فأنزل الله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمه الله عليكم " (1) الآيات إلى قوله: " إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم " (2) يعني بني قريظة حين غدروا وخافهم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) " إذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر " (3) إلى قوله " إن يريدون إلا فرارا " (4) وهم الذين قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله): تأذن لنا نرجع إلى منازلنا فإنها في أطراف المدينة، ونخاف اليهود عليها، فأنزل الله فيهم " إن بيوتنا عورة " (5) إلى قوله " وكان ذلك على الله يسيرا " (6). ونزلت هذه الآية في الثاني لما قال لعبد الرحمان بن عوف: هلم ندفع محمدا (صلى الله عليه وآله) إلى قريش فنلحق نحن بقومنا (7).
* (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) *: في أفعاله، وأخلاقه، كثباته في الحرب، ومقاساته للشدائد وغير ذلك، وقرئ بضم الهمزة.
* (لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) *: قرن بالرجاء كثرة الذكر المؤدية إلى ملازمة الطاعة، فإن المؤتسي بالرسول من كان كذلك.
* (ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله) *: القمي: وصف الله المؤمنين المصدقين بما أخبرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما يصيبهم

(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»