* (وحسن مآب) *: هو الجنة.
وفي العلل: عن الكاظم (عليه السلام) انه سئل أيجوز أن يكون نبي الله بخيلا؟ فقال: لا فقيل:
فقول سليمان (عليه السلام): " رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي " ما وجهه وما معناه؟
فقال: الملك ملكان: ملك مأخوذ بالغلبة والجور وإجبار الناس، وملك مأخوذ من قبل الله تعالى ذكره كملك آل إبراهيم، وملك طالوت، وذي القرنين، فقال سليمان (عليه السلام): " هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي " أن يقول: أنه مأخوذ بالغلبة والجور وإجبار الناس، فسخر الله عز وجل: " له الريح تجرى بأمره رخاء حيث أصاب " وجعل غدوها شهرا ورواحها شهرا وسخر له عز وجل: " الشيطين كل بناء وغواص "، وعلم منطق الطير، ومكن له في الأرض، فعلم الناس في وقته وبعده أن ملكه لا يشبه ملك الملوك الجبارين من الناس والمالكين بالغلبة والجور.
قيل: فقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) رحم الله أخي سليمان بن داود (عليه السلام) ما كان أبخله؟ فقال:
لقوله (صلى الله عليه وآله): وجهان أحدهما: ما كان أبخله بعرضه وسوء القول فيه، والوجه الآخر يقول: ما كان أبخله إن كان أراد ما كان يذهب إليه الجهال (1).
وفي الكافي: عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: " هذا عطاؤنا " الآية قال أعطي سليمان ملكا عظيما، ثم جرت هذه الآية في رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فكان له أن يعطي من شاء ما شاء ويمنع من شاء، وأعطاه أفضل مما أعطى سليمان (عليه السلام) لقوله: " ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " (2) (3).
وعن الرضا (عليه السلام) أنه قيل له: حقا علينا أن نسألكم؟ قال: نعم، قيل: حقا عليكم أن تجيبونا؟ قال: لا، ذاك إلينا إن شئنا فعلنا وإن شئنا لم نفعل، أما تسمع قول الله تعالى: " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " (4).