التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٢٢٧
كتب أنزلناه إليك مبرك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب 29 وزريق (1) وأصحابهما " أم نجعل المتقين " أمير المؤمنين (عليه السلام) " كالفجار " حبتر، وزلام (2) وأصحابهما، وهذه الألفاظ: كنايات عن الثلاثة (3).
وفي الكافي: عنه (عليه السلام) قال: لا ينبغي لأهل الحق أن ينزلوا أنفسهم منزلة أهل الباطل لأن الله لم يجعل أهل الحق عنده بمنزلة أهل الباطل ألم يعرفوا وجه قول الله في كتابه إذ يقول:
" أم نجعل الذين آمنوا " الآية (4).
في الخصال: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها: صدق الحديث، وأداء الأمانة، والوفاء بالعهد، وقلة الفخر، والتحمل (5)، وصلة الأرحام، ورحمة الضعفاء، وقلة المؤاتاة (6) للنساء، وبذل المعروف، وحسن الخلق، وسعة الحلم، واتباع العلم فيما يقرب إلى الله تعالى (7).
وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام) قال: الفاجر إن ائتمنته خانك، وإن صاحبته شانك، وإن وثقت به لم ينصحك (8).
* (كتب أنزلناه إليك مبرك) *: نفاع.

١ - زريق: - بتقديم المعجمة على المهملة -: مصغر أزرق، قيل: إنما كنى عنه لزرقة عينه. منه (قدس سره).
٢ - زليم وزلام: اسمان. لسان العرب: ج ٦، ص ٧٦، مادة " زلم ".
٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٣٤، س ٥.
٤ - الكافي: ج ٨، ص ١٢، س ٨، ح ١، باب رسالة أبي عبد الله (عليه السلام) إلى جماعة الشيعة.
٥ - وفي حديث صفات المؤمن " ان لا يتحمل على الأصدقاء " أي لا يرمي كله على أصدقائه مجمع البحرين:
ج ٥، ص ٣٥٧، مادة " حمل ".
٦ - المواتاة: حسن المطاوعة والموافقة، وأصله الهمزة، وخفف وكثر حتى صار يقال: بالواو الخالصة مجمع البحرين: ج ١، ص ٢١، مادة " أتا ".
٧ - الخصال: ص ٤٨٣، ح ٥٦، باب ١٢ - لأهل التقوى اثنتا عشرة علامة.
٨ - الخصال: ص 116، ذيل ح 96، باب 3 - الرجال ثلاثة.
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»