التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٢٣١
قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب 35 فسخرنا له الريح تجرى بأمره رخاء حيث أصاب 36 والشياطين كل بناء وغواص 37 وآخرين مقرنين في الأصفاد 38 هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب 39 وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب 40 وهذا قول العامة الراوين لتلك القصة التي فيها ذكر الخاتم إلا أنهم ذكروا في سبب ابتلائه بسلب ملكه أنه كانت امرأته تعبد في بيته صورة أربعين يوما، وهو لم يشعر بذلك.
* (قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب * فسخرنا له الريح) *: فذللناها لطاعته إجابة لدعوته.
* (تجرى بأمره رخاء) *: لينة لا تزعزع.
* (حيث أصاب) *: أراد.
* (والشياطين كل بناء وغواص * وآخرين مقرنين في الأصفاد) *: قرن بعضهم مع بعض في السلاسل ليكفوا عن الشر، كذا قيل (1).
والقمي: هم الذين عصوا سليمان حين سلبه الله ملكه (2).
وقد سبق بعض هذه القصة في سورة سبأ (3).
* (هذا عطاؤنا) *: أي هذا الذي أعطيناك من الملك، والبسطة، والتسلط على ما لم يسلط غيرك عطاؤنا.
* (فامنن أو أمسك) *: فاعط من شئت وامنع من شئت.
* (بغير حساب) *: غير محاسب على منة، وإمساكه لتفويض التصرف فيه إليك.
* (وإن له عندنا لزلفى) *: في الآخرة مع ما له من الملك العظيم في الدنيا.

١ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٣١١، س ٧.
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص 236.
3 - الآيات 11 - 14، أنظر ص 83 - 87 من هذا الجزء.
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»