ابتليتني بهذه البلية وأنت تعلم أنه لم يعرض لي أمران قط إلا التزمت أخشنهما على بدني، ولم آكل أكلة من طعام إلا وعلى خواني يتيم، قال: فقيل له: يا أيوب من حبب إليك الطاعة؟ قال:
فأخذ كفا من تراب فوضعه في فيه، ثم قال: أنت يا رب (1).
وعن الصادق (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى ابتلى أيوب (عليه السلام) بلا ذنب، فصبر حتى عير، وإن الأنبياء لا يصبرون على التعيير (2).
وفي الكافي: عنه (عليه السلام) إن الله تعالى يبتلي المؤمن بكل بلية ويميته بكل ميتة، ولا يبتليه بذهاب عقله، أما ترى أيوب (عليه السلام) كيف سلط إبليس على ماله، وعلى أهله، وعلى كل شئ منه، ولم يسلط على عقله، ترك له يوحد الله عز وجل (3).
وفي رواية: فسلط على أيوب فشوه خلقه ولم يسلط على دينه (4).
وفي الخصال (5)، والعلل: عنه (عليه السلام) ابتلى أيوب سبع سنين بلا ذنب (6).
وفي الخصال: عنه، عنه أبيه (عليهما السلام)، قال: إن أيوب (عليه السلام) ابتلي سبع سنين بغير ذنب (7)، وأن الأنبياء معصومون لا يذنبون ولا يزيغون ولا يرتكبون ذنبا صغيرا ولا كبيرا.
وقال (عليه السلام): إن أيوب مع جميع ما ابتلي به، لم تنتن له رائحة، ولا قبحت له صورة، ولا خرجت منه مدة (8) من دم ولا قيح، ولا استقذره أحد رآه، ولا استوحش منه أحد شاهده، ولا تدود شئ (9) من جسده، وهكذا يصنع الله عز وجل بجميع من يبتليه من أنبيائه، وأوليائه