التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٢٣٠
ولقد فتنا سليمن وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب 34 اشتغل سليمان (عليه السلام) بعرض الأفراس ذات يوم لأنه أراد جهاد العدو حتى توارت الشمس بالحجاب، فقال: بأمر الله للملائكة الموكلين بالشمس ردوها علي فردت فصلى العصر في وقتها، وأن أنبياء الله لا يظلمون ولا يأمرون بالظلم لأنهم معصومون مطهرون (1).
القمي: ذكر قريبا مما قاله كعب (2). ثم روى قصة خاتمه عن الصادق (عليه السلام) (3) وأنه ضل عنه أربعين يوما ما بسبب قتله الخيل، سرقه شيطان وجلس مكانه في تلك المدة إلى آخر ما ذكره مما لا يليق بالأنبياء إلا إذا كان مرموز أو أريد به شئ آخر كما سبق مثله في قصة هاروت وماروت (4) * (ولقد فتنا سليمن وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب) *: في المجمع: عن النبي (صلى الله عليه وآله) أن سليمان (عليه السلام) قال: يوما في مجلسه: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة تلد كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله، ولم يقل إن شاء الله، فطاف عليهن فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق ولد، قال: ثم قال: فوالذي نفس محمد (صلى الله عليه وآله) بيده لو قال: إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا، والجسد الذي كان على كرسيه كان هذا (5).
وعن الصادق (عليه السلام): أن الجن والشياطين لما ولد لسليمان ابن قال بعضهم لبعض: إن عاش له ولد لنلقين منه ما لقينا من أبيه من البلاء فأشفق (عليه السلام) منهم عليه فاسترضعه في المزن وهو السحاب فلم يشعر إلا وقد وضع على كرسيه ميتا تنبيها على أن الحذر لا ينفع من القدر، وإنما عوتب (عليه السلام) على خوفه من الشيطان (6).
وقيل: الجسد: ذاك الشيطان الذي كان قد جلس مكانه على كرسيه، سمي بالجسد الذي لا روح فيه، لأنه كان متمثلا بما لم يكن كذلك (7).

١ - مجمع البيان: ج ٧ - ٨، ص ٤٧٥، س ١٩.
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٣٤ - ٢٣٥.
٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٣٦ - ٢٣٨.
٤ - انظر تفسير القمي: ج ١، ص 56 - 57.
5 - مجمع البيان: ج 7 - 8، ص 475، س 28.
6 - مجمع البيان: ج 7 - 8، ص 475 - 476.
7 - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج 2، ص 310.
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»