التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٢٢٨
ووهبنا لداود سليمن نعم العبد إنه أواب 30 إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد 31 فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربى حتى توارت بالحجاب 32 ردوها على فطفق مسحا بالسوق والأعناق 33 * (ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) *: الثاقبة، القمي: عن الصادق (عليه السلام) " ليدبروا آياته " أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) فهم أولو الألباب، قال: وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يفتخر بها ويقول: ما أعطي أحد قبلي ولا بعدي مثل ما أعطيت (1).
* (ووهبنا لداود سليمن نعم العبد) *: أي نعم العبد سليمان.
* (إنه أواب) *: كثير الرجوع إلى الله بالتوبة والذكر.
* (إذ عرض عليه بالعشي) *: بعد الظهر.
* (الصافنات الجياد) *: الصافن من الخيل الذي يقوم على طرف سنبك يد أو رجل، وهو من الصفات المحمودة في الخيل. والجياد: قيل: جمع جواد أو جود، وهو الذي يسرع في جريه (2). وقيل: الذي يجود بالركض (3). وقيل جمع جيد (4).
* (فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربى) *: قيل: أصل أحببت أن يعدى بعلى، لأنه بمعنى آثرت، لكن لما أنيب مناب أنبت عدى تعديته (5).
وقيل: هو بمعنى تقاعدت، و " حب الخير " مفعول له، و " الخير ": المال الكثير، والمراد به هنا: الخيل التي شغلته عن الذكر (6). وفي الحديث: الخيل معقود بنواصيها الخير (7).
* (حتى توارت بالحجاب) *: أي غربت الشمس، شبه غروبها بتواري المخبأة بحجابها، وإضمارها من غير ذكر لدلالة العشي عليه.
* (ردوها على) *: الضمير للشمس.

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص 234، س 8، 2 و 3 و 4 و 5 و 6 و 7 - قاله البيضاوي في تفسيره أنور التنزيل: ج 2، ص 309 و 310.
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»