وانطلق الملا منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشئ يراد 6 ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلق 7 خلاف ما أطبق عليه آباؤنا.
* (وانطلق الملا منهم أن امشوا) *: قائلين بعضهم لبعض امشوا.
* (واصبروا) *: واثبتوا.
* (على آلهتكم) *: على عبادتها فلا ينفعكم مكالمته.
* (إن هذا لشئ يراد) *: قيل: أي إن هذا الشئ من ريب الزمان يراد بنا فلا مرد له (1).
وقيل: إن هذا الذي يدعيه من الرياسة، والترفع على العرب لشئ يريده كل أحد (2).
* (ما سمعنا بهذا) *: بالذي يقوله.
* (في الملة الآخرة) *: في الملة التي أدركنا عليها آباءنا.
* (إن هذا إلا اختلق) *: كذب اختلقه.
القمي: قال: نزلت بمكة لما أظهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) الدعوة بمكة اجتمعت قريش إلى أبي طالب (عليه السلام) وقالوا: يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سفه أحلامنا، وسب آلهتنا، وأفسد شباننا (3)، وفرق جماعتنا، فإن كان الذي يحمله على ذلك العدم، جمعنا له مالا حتى يكون أغنى رجل في قريش، ونملكه علينا، فأخبر أبو طالب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك، فقال: لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما أردته، ولكن يعطوني كلمة يملكون بها العرب، ويدين لهم بها العجم، ويكونون ملوكا في الجنة، فقال لهم أبو طالب: ذلك، فقالوا: نعم وعشر كلمات، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): تشهدون أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقالوا: ندع ثلاثمائة وستين إلها