فقال قرن من نور التقمه إسرافيل فوصف بالسعة والضيق واختلف في أن أعلاه ضيق وأسفله واسع أو بالعكس ولكل وجه وورد ان فيه ثقبا بعدد كل انسان ثقبة فيها روحه ففزع من في السماوات ومن في الأرض من الهول وعبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه الا من شاء الله ان لا يفزع بأن يثبت قلبه وكل اتوه داخرين صاغرين وقرء بقصر الهمزة وفتح التاء (88) وترى الجبال تحسبها جامدة ثابتة في مكانها وهي تمر مر السحاب في السرعة قيل وذلك لأن اجرام الكبار إذا تحركت في سمت واحد لا تكاد تتبين حركتها صنع الله الذي اتقن كل شئ احكم خلقه وسواه على ما ينبغي انه خبير بما يفعلون عالم بظواهر الافعال وبواطنها فيجازيهم عليها وقرء بالتاء (89) من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون وقرء بالإضافة (90) ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في لنار فكبوا فيها وجوههم هل تجزون الا ما كنتم تعملون على إرادة القول القمي قال الحسنة والله ولاية أمير المؤمنين عليه السلام والسيئة والله اتباع أعدائه وفي الكافي عن الصادق عن أبيه عن أمير المؤمنين عليه السلام في هذه الآية قال الحسنة معرفة الولاية وحبنا أهل البيت والسيئة انكار الولاية وبغضنا أهل البيت ثم قرء لآية وعن الباقر عليه السلام في قوله تعالى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا قال من تولى الأوصياء من آل محمد صلوات الله عليهم واتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضى من النبيين والمؤمنين الأولين حتى يصل ولايتهم إلى آدم (ع) وهو قول الله من جاء بالحسنة فله خير منها ندخله لجنة وفي روضة الواعظين عنه عليه السلام في هذه قال الحسنة ولاية علي وحبه والسيئة عداوته وبغضه ولا يرفع معهما عمل وقد مضى في آخر سورة الأنعام حديث في صدر الآيتين (91) إنما أمرت ان اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها القمي يعني مكة شرفها الله تعالى في الكافي عن الصادق عليه السلام ان قريشا لما هدموا الكعبة وجدوا في قواعده حجرا فيه كتاب لم يحسنوا قراءته حتى دعوا رجلا قرأه فإذا فيه انا الله ذو بكة حرمتها يوم خلقت السماوات والأرض ووضعتها بين هذين الجبلين وحففتها بسبعة املاك حفا، وعنه عليه السلام لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله مكة يوم افتتحها فتح باب الكعبة فأمر
(٧٨)