التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٣٩١
الدنيا وقرئ لما بالتشديد بمعنى إلا فتكون إن نافية والآخرة عند ربك للمتقين في الكافي عن الصادق عليه السلام إن الله جل ثناؤه ليعتذر إلى عبده المؤمن المحوج في الدنيا كما يعتذر الأخ إلى أخيه فيقول وعزتي ما أحوجتك في الدنيا من هوان بك علي فارفع هذا السجف فانظر إلى ما عوضتك من الدنيا قال فيرفع فيقول ما ضرني ما منعتني مع ما عوضتني أقول: السجف بالمهملة والجيم الستر وعنه عليه السلام قال قال النبي صلى الله عليه وآله يا معشر المساكين طيبوا نفسا وأعطوا الله الرضا من قلوبكم يثيبكم الله عز وجل على فقركم فإن لم تفعلوا فلا ثواب لكم وعنه عليه السلام قال ما كان من ولد آدم عليه السلام مؤمن إلا فقيرا ولا كافر إلا غنيا حتى جاء إبراهيم عليه السلام فقال ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا فصير الله في هؤلاء أموالا وحاجة وفي هؤلاء أموالا وحاجة (36) ومن يعش عن ذكر الرحمن يتعامى ويعرض عنه لفرط اشتغاله بالمحسوسات وانهماكه في الشهوات نقيض نسبب ونقدر له شيطانا فهو له قرين يوسوسه ويغويه دائما وقرئ يقيض بالياء في الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام من تصدى بالإثم أعشى عن ذكر الله تعالى ومن ترك الأخذ عمن أمره الله بطاعته قيض له شيطان فهو له قرين (37) وإنهم ليصدونهم عن السبيل وإن الشياطين ليصدون العاشين عن الطريق الذي من حقه أن يسبل ويحسبون أي العاشون أنهم مهتدون (38) حتى إذا جائنا أي العاشي وقرء جائانا على التثنية أي العاشي والشيطان قال أي العاشي للشيطان يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين بعد المشرق من المغرب فبئس القرين أنت
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»
الفهرست