التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٣٩٠
معيشتهم في الحياة الدنيا فأحوجنا بعضا إلى بعض أحوج هذا إلى مال ذلك إلى سلعة هذا وإلى خدمته فترى أجل الملوك وأغنى الأغنياء محتاجا إلى أفقر الفقراء في ضرب من الضروب إما سلعة معه ليست معه وإما خدمة يصلح لها لا يتهيأ لذلك الملك أن يستغني إلا به وإما باب من العلوم والحكم هو فقير إلى أن يستفيدها من ذلك الفقير فهذا الفقير محتاج إلى مال ذلك الملك الغني وذلك الملك يحتاج إلى علم هذا الفقير أو رأيه أو معرفته ثم ليس للملك أن يقول هلا اجتمع إلى مالي علم هذا الفقير ولا للفقير أن يقول هلا اجتمع إلى رأيي وعلمي وما أتصرف فيه من فنون الحكم مال هذا الملك الغني (33) ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لولا أن يرغبوا في الكفر إذا رأوا الكفار في سعة وتنعم لحبهم الدنيا فيجتمعوا عليه لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج ومصاعد عليها يظهرون يعلون السطوح وقرئ سقفا مفردا (34) ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكؤن أي أبوابا وسررا من فضة (35) وزخرفا وزينة القمي أمة واحدة أي على مذهب واحد وزخرفا قال البيت المزخرف بالذهب وعن الصادق عليه السلام لو فعل الله ذلك بهم لما آمن أحد ولكنه جعل في المؤمنين أغنياء وفي الكافرين فقراء وجعل في المؤمنين فقراء وفي الكافرين أغنياء ثم امتحنهم بالأمر والنهي والصبر والرضا وفي الكافي والعلل عن السجاد عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية فقال عني بذلك أمة محمد صلى الله عليه وآله أن يكونوا على دين واحد كفارا كلهم ولو فعل الله ذلك بأمة محمد صلى الله عليه وآله لحزن المؤمنون وغمهم ذلك ولم يناكحوهم ولم يوارثوهم وفي العلل عن الصادق عليه السلام قال قال الله عز وجل لولا أن يجد عبدي المؤمن في نفسه لعصبت الكافر بعصابة من ذهب وإن وإنه كل ذلك لما متاع الحياة
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست