التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٣٨٥
(8) فأهلكنا أشد منهم بطشا أي من القوم المسرفين لأنه صرف الخطاب عنهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله مخبرا عنهم القمي يعني من قريش ومضى مثل الأولين وسلف في القرآن قصتهم العجيبة وفيه وعد للرسول صلى الله عليه وآله ووعيد لهم بمثل ما جرى على الأولين (9) ولئن سئلتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم يعني أقروا بعزي وعلمي وما بعده استيناف (10) الذي جعل لكم الأرض مهدا فتستقرون فيها وجعل لكم فيها سبلا تسلكونها لعلكم تهتدون لكي تهتدوا إلى مقاصدكم أو إلى حكمة الصانع بالنظر في ذلك (11) والذي نزل من السماء ماء بقدر بمقدار ينفع ولا يضر فأنشرنا به بلدة ميتا فأحيينا به أرضا لا نبات فيها كذلك تخرجون تنشرون من قبوركم (12) والذي خلق الأزواج كلها أصناف المخلوقات وجعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون في البر والبحر (13) لتستوا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه تذكروها بقلوبكم معترفين بها حامدين عليها وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين مطيقين يعني لا طاقة لنا بالإبل ولا بالفلك ولا بالبحر لولا أن الله سخره لنا (14) وإنا إلى ربنا لمنقلبون أي راجعون واتصاله بذلك لأن الركوب للتنقل والنقلة العظمى هو الانقلاب إلى الله عز وجل ولأنه مخطر فينبغي للراكب أن لا يغفل عنه ويستعد للقاء الله في الكافي عن الرضا عليه السلام فان ركبت الظهر فقل الحمد لله الذي سخر لنا هذا الآية وعن أبيه عليهما السلام وإن خرجت برا فقل الذي قال الله عز وجل سبحان الذي سخر لنا الآية فإنه ليس من عبد يقولها عند ركوبه فيقع من بعير أو دابة فيصيبه شئ بإذن الله
(٣٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 ... » »»
الفهرست