وكأنهم اخذوا فطرحوا على وجوههم وانه تعالى ألقاهم بما خولهم من التوفيق (47) قالوا آمنا برب العالمين (48) رب موسى وهارون ابدال للتوضيح ودفع للتوهم والاشعار على أن الموجب لايمانهم ما اجراه على أيديهما (49) قال آمنتم له وقرء بهمزتين قبل ان آذن لكم انه لكبيركم الذي علمكم السحر فعلمكم شيئا دون شئ ولذلك غلبكم أو فواعدكم ذلك تواطأتم عليه أراد به التلبيس على قومه كي لا يعتقدوا انهم آمنوا على بصيرة وظهور حق فلسوف تعلمون وبال ما فعلتم لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين (50) قالوا لا ضير لا ضرر علينا في ذلك انا إلى ربنا منقلبون بما توعدنا إليه فان الصبر عليه ممحاة للذنوب موجب للثواب والقرب من الله (51) انا نطمع ان يغفر لنا ربنا خطايانا ان كنا أول المؤمنين من أهل المشهد وقرء ان بكسر الهمزة القمي في الحديث السابق قال عليه السلام وكان فرعون وهامان قد تعلما السحر وإنما غلبا الناس بالسحر وادعى فرعون الربوبية بالسحر فلما أصبح بعث في المدائن حاشرين مدائن مصر كلها وجمعوا الف ساحر واختاروا من الألف مأة ومن المأة ثمانين فقال السحرة لفرعون قد علمت أنه ليس في الدنيا اسحر منا فان غلبنا موسى فما يكون لنا عندك قال إنكم إذا لمن المقربين عندي أشارككم في ملكي قالوا فان غلبنا موسى وأبطل سحرنا علمنا أن ما جاء به ليس من قبل السحر ولا من قبل الحيلة آمنا به وصدقناه قال فرعون ان غلبكم موسى صدقته انا أيضا معكم ولكن اجمعوا كيدكم اي حيلتكم قال وكان موعدهم يوم عيد لهم فلما ارتفع النهار وجمع فرعون الخلق والسحرة وكانت له قبة طولها في السماء ثمانون ذراعا وقد كانت ألبست الحديد والفولاذ المصقول وكانت إذا وقعت الشمس عليها لم يقدر أحد ان ينظر إليها من لمع الحديد ووهج الشمس وجاء فرعون وهامان وقعدا عليها ينظران واقبل
(٣٥)