فهم منه الجهل والضلال عن الحق فان الضلال عن الطريق لا يصلح عذرا للقتل (21) ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربى حكما حكمة وجعلني من المرسلين (22) وتلك نعمة تمنها على أن عبدت بني إسرائيل اي وتلك التربية نعمة تمنها علي بها ظاهرا وهي في الحقيقة تعبيدك بني إسرائيل وقصدهم بذبح أبنائهم فإنه السبب في وقوعي إليك وحصولي في تربيتك ويحتمل تقدير همزة الانكار اي أو تلك نعمة تمنها علي وهي ان عبدت (23) قال فرعون وما رب العالمين لما سمع جواب ما طعن به فيه ورأي أنه لم يرعوا بذلك شرع في الاعتراض على دعواه فبدء بالاستفسار عن حقيقة المرسل (24) قال رب السماوات والأرض وما بينهما عرفه بأظهر خواصه وآثاره في الكافي عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة جوامع التوحيد قال الذي سألت الأنبياء عنه فلم تصفه بحد ولا ببعض بل وصفته بفعاله ودلت عليه بآياته ان كنتم موقنين علمتم ذلك (25) قال لمن حوله الا تستمعون جوابه سألته عن حقيقته وهو يذكر افعاله القمي في الحديث السابق قال وإنما سأله عن كيفية الله فقال موسى رب السماوات والأرض وما بينهما ان كنتم موقنين فقال فرعون متعجبا لأصحابه الا تستمعون اسأله عن الكيفية فيجيبني عن الحق أقول: يعني عن الثبوت (26) قال ربكم ورب آبائكم الأولين عدل إلى ما لا يشك في افتقاره إلى مصور حكيم وخالق عليم ويكون أقرب إلى الناظر وأوضح عند المتأمل (27) قال إن رسولكم الذي ارسل إليكم لمجنون اسأله عن شئ ويجيبني عن آخر وسماه رسولا على السخرية
(٣٢)