التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٣٥٤
التي هي أقوات العالم وجميع الحيوان ثم يجئ بعد وقت الخريف فيطيبه ويبرده ولو كان الوقت كله شيئا واحدا لم يخرج النبات من الأرض لأنه لو كان الوقت كله ربيعا لما ينضج الثمار ولم يبلغ الحبوب ولو كان كله صيفا لاحترق كل شئ في الأرض ولم يكن للحيوان معاش ولا قوت ولو كان الوقت كله خريفا ولم يتقدمه شئ من هذه الأوقات لم يكن شئ يتقوته العالم فجعل الله هذه الأقوات في أربعة أوقات في الشتاء والربيع والصيف والخريف وقام به العالم واستوى وبقى وسمى الله هذه الأوقات أياما للسائلين يعني المحتاجين لأن كل محتاج سائل وفي العالم من خلق الله من لا يسأل ولا يقدر عليه من الحيوان كثير فهم سائلون وإن لم يسألوا أقول: يعني أنهم سائلون بلسان الحال وهو أفصح وأبلغ من لسان المقال وقد سبق تفسير آخر الآية في سورة الأعراف وقرئ سواء بالجر (11) ثم استوى إلى السماء قيل أي قصد نحوها من قولهم استوى إلى مكان كذا توجه توجها لا يلوي إلى غيره وثم لتفاوت ما بين الخلقين لا للتراخي في المدة إذ لا مدة قبل خلق السماء وهي دخان ظلماني فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها شئتما ذلك أو أبيتما قالتا أتينا طائعين منقادين بالذات تمثيل لتأثير قدرته فيهما وتأثرهما بالذات عنها بأمر المطاع وإجابة المطيع الطائع كقوله كن فيكون أو هو نوع من الكلام باطنا من دون حرف ولا صوت القمي سئل الرضا عليه السلام عمن كلم الله لا من الجن ولا من الأنس فقال السماوات والأرض في قوله ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين (12) فقضاهن سبع سماوات فخلقهن خلقا إبداعيا في يومين القمي يعني في وقتين إبداء وانقضاء وأوحى في كل سماء أمرها شأنها وما يتأتى منها بأن حملها عليه اختيار أو طبعا وقيل أوحى إلى أهلها بأوامره والقمي هذا وحي تقدير وتدبير وزينا السماء الدنيا بمصابيح بالنجوم وحفظا من الشيطان المسترق وسائر الآفات في الإكمال عن النبي صلى الله عليه وآله النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»
الفهرست