إلى الأرض ما وسعته لعظم خلقته وكثرة أجنحته ومنهم من لو كلفت الجن والأنس أن يصفوه ما وصفوه لبعد ما بين مفاصله وحسن تركيب صورته وكيف يوصف من ملائكته من سبع مأة عام ما بين منكبه وشحمة اذنيه ومنهم من يسد الأفق بجناح من أجنحته دون عظم بدنه ومنهم من السماوات إلى حجزته ومنهم من قدمه على غير قرار في جو الهواء الأسفل والأرضون إلى ركبتيه منهم من لو القي في نقرة إبهامه جميع المياه لوسعتها ومنهم لو ألقيت السفينة من دموع عينيه لجرت دهر الداهرين فتبارك الله أحسن الخالقين وفي الكافي عن الثمالي قال دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام فاحتبست في الدار ساعة ثم دخلت البيت وهو يلتقط شيئا وأدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت فقلت جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقطه أي شئ هو قال فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله سبحا لأولادنا قلت جعلت فداك فإنهم ليأتونكم فقال يا أبا حمزة إنهم ليزاحمونا على تكائنا وفي هذا المعنى أخبار كثيرة فيه وفي البصائر يزيد في الخلق ما يشاء على مقتضى حكمته في التوحيد عن الصادق عليه السلام إن القضاء والقدر خلقان من خلق الله والله يزيد في الخلق ما يشاء وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله هو الوجه الحسن والصوت الحسن والشعر الحسن إن الله على كل شئ قدير (2) ما يفتح الله للناس ما يطلق لهم من رحمة كنعمة وأمن وصحة وعلم ونبوة وولاية والقمي عن الصادق عليه السلام قال والمتعة من ذلك فلا ممسك لها يحبسها وما يمسك فلا مرسل له يطلقه من بعده من بعد إمساكه وهو العزيز الغالب على ما يشاء ليس لأحد أن ينازعه فيه الحكيم لا يفعل إلا بعلم وإتقان (3) يا أيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم إحفظوها بمعرفة حقها والاعتراف بها وطاعة منعمها هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون فمن أي وجه تصرفون عن التوحيد إلى إشراك غيره به وقرئ غير مجرورا
(٢٣١)