التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٢٣٥
المعنى كثيرة جدا إن ذلك على الله يسير إشارة إلى الحفظ والزيادة والنقص (12) وما يستوى البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج القمي عن الباقر عليه السلام الأجاج هو المر قيل هو مثل للمؤمن والكافر ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها اللئالي واليواقيت وترى الفلك فيه مواخر (1) تشق الماء بجريها القمي يقول الفلك مقبلة ومدبرة بريح واحدة لتبتغوا من فضله من فضل الله بالنقلة فيها ولعلكم تشكرون على ذلك (13) يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير القمي قال الجلدة الرقيقة التي على ظهر النوى (14) إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم لأنهم جماد ولو سمعوا على سبيل الفرض ما استجابوا لكم لعدم قدرتهم عليها ويوم القيمة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ولا يخبرك بالأمر مخبر مثل خبير به أخبرك وهو الله سبحانه فإنه الخبير به على الحقيقة دون سائر المخبرين والمراد تحقيق ما أخبر به عن حال آلهتهم ونفي ما يدعون لهم (15) يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله في أنفسكم وأحوالكم والله هو الغنى الحميد المستغني على الإطلاق المنعم على سائر الموجودات حتى استحق عليهم الحمد (16) إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد بقوم آخرين أطوع منكم (17) وما ذلك على الله بعزيز بمتعذر أو متعسر (18) ولا تزر وازرة وزر أخرى ولا تحمل نفس آثمة اثم نفس أخرى وأما قوله وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ففي الضالين المضلين فإنهم يحملون أثقال أضلالهم مع أثقال ضلالهم وكل ذلك أوزارهم ليس فيها شئ من أوزار غيرهم وإن

(1) مواخر: جواري تشق الماء شقا.
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»
الفهرست