التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٢٢٠
يستطيع أن يتفصى منها (25) قل لا تسئلون عما أجرمنا ولا نسئل عما تعملون هذا أدخل في الأنصاف وأبلغ في الأخبات حيث أسند الأجرام إلى أنفسهم والعمل إلى المخاطبين (26) قل يجمع بيننا ربنا يوم القيامة ثم يفتح بيننا بالحق يحكم ويفصل بأن يدخل المحقين الجنة والمبطلين النار وهو الفتاح الحاكم الفاصل العليم بما ينبغي أن يقضي به (27) قل أروني الذين ألحقتم به شركاء لأرى بأي صفة ألحقتموهم بالله في استحقاق العبادة وهو استفسار عن شبهتهم بعد إلزام الحجة عليهم زيادة في تبكيتهم كلا ردع لهم عن المشاركة بعد إبطال المقايسة بل هو الله العزيز الحكيم الموصوف بالغلبة وكمال القدرة والحكمة وهؤلاء الملحقون متسمة بالذلة متأبية عن قبول العلم والقدرة رأسا (28) وما أرسلناك إلا كآفة للناس إلا لرسالة عامة لهم من الكف فإنها إذا عمتهم فقد كفتهم أن يخرج منها أحد منهم بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون فيحملهم جهلهم على مخالفتك في الكافي عن الصادق عليه السلام قال إن الله تبارك وتعالى أعطى محمدا صلى الله عليه وآله شرايع نوح وإبراهيم وموسى وعيسى على نبينا وآله وعليهم السلام إلى أن قال وأرسله كافة إلى الأبيض والأسود والجن والأنس وفي روضة الواعظين عن السجاد عليه السلام إن أبا طالب سأل النبي صلى الله عليه وآله يا ابن أخ إلى الناس كافة أرسلت أم إلى قومك خاصة قال لا بل إلى الناس أرسلت كافة الأبيض والأسود والعربي والعجمي (1) والذي نفسي بيده لأدعون إلى هذا الأمر الأبيض والأسود من على رؤوس الجبال ومن في لجج البحار ولأدعون

(1) ويؤيده الحديث المروي عن ابن عباس (ره) عن النبي (ص) قال أعطيت خمسا ولا أقول فخرا: بعثت إلى الأحمر والأسود وجعلت في الأرض طهورا ومسجدا وأحل لي المغنم ولم يحل لأحد قبلي ونصرت بالرعب فهو يسير أمامي مسيرة شهر وأعطيت الشفاعة فادخرتها لأمتي يوم القيامة.
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»
الفهرست