التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٢١٥
تبينت الأنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين وفي الاحتجاج عن الصادق عليه السلام أنه سئل كيف صعدت الشياطين إلى السماء وهم أمثال الناس في الخلقة والكثافة وقد كانوا يبنون لسليمان بن داود (عليه السلام) من البناء ما يعجز عنه ولد آدم قال غلظوا لسليمان كما سخروا وهم خلق رقيق غذاهم التنسم والدليل على ذلك صعودهم إلى السماء لاستراق السمع ولا يقدر الجسم الكثيف على الارتقاء إليها إلا بسلم أو بسبب في الإكمال عن النبي صلى الله عليه وآله عاش سليمان بن داود سبعمأة سنة واثنتي عشرة سنة (15) لقد كان لسبأ لأولاد سبأ بن يشخب بن يعرب بن قحطان (1) في المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله أنه سئل عن سبأ أرجل هو أم امرأة فقال هو رجل من العرب ولد له عشرة تيامن منهم ستة وتشام منهم أربعة فأما الذين تيامنوا فالأزد وكندة ومذحج والأشعرون والأنمار وحمير قيل ما أنمار قال الذين منهم خثعم وبجيلة وأما الذين تشأموا فعاملة وجذام ولحم وغسان في مساكنهم موضع سكناهم قيل وهي باليمن يقال لها مأرب بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث وقرئ بالأفراد ثم بفتح الكاف وكسره آية علامة دالة على وجود الصانع المختار وأنه قادر على ما يشاء من الأمور العجيبة جنتان جماعتان من البساتين عن يمين وشمال جماعة عن يمين بلدهم وجماعة عن شماله كل واحدة منهما في تقاربها وتضايقها كأنه جنة واحدة كذا قيل كلوا من رزق ربكم واشكروا له على إرادة القول بلدة طيبة ورب غفور وقرئ الكل بالنصب (16) فأعرضوا عن الشكر فأرسلنا عليهم سيل العرم أي العظيم الشديد القمي قال إن بحرا كان في اليمن وكان سليمان (عليه السلام) أمر جنوده أن يجروا لهم خليجا من البحر العذب إلى بلاد الهند ففعلوا ذلك وعقدوا له عقدة عظيمة من

(1) المراد من سبأ هنا القبيلة الذين هم أولاد سبأ بن يشخب.
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست