التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٢١٢
والوحوش وألان الله له الحديد مثل الشمع حتى كان يتخذ منه ما أحب وقال أعطي داود وسليمان ما لم يعط أحدا من أنبياء الله من الآيات علمهما منطق الطير وألان لهما الحديد والصفر من غير نار وجعلت الجبال يسبحن مع داود (11) أن اعمل سابغات دروعا واسعات وقدر في السرد في نسجها بحيث تتناسب حلقها أو في مساميرها في الدقة والغلظة فلا تغلق ولا تحرق في قرب الأسناد عن الرضا عليه السلام قال الحلقة بعد الحلقة والقمي قال المسامير التي في الحلقة واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير (12) ولسليمان الريح وسخرنا له الريح وقرئ بالرفع غدوها شهر ورواحها شهر جريها بالغداة مسيرة شهر وبالعشي كذلك القمي قال كانت الريح تحمل كرسي سليمان فتسير به بالغداة مسيرة شهر وبالعشي مسيرة شهر وأسلنا له عين القطر القمي الصفر وقيل أسال له النحاس المذاب من معدنه فنبع منه نبوع الماء من الينبوع ولذلك سماه عينا وكان ذلك باليمن ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا ومن يعدل منهم عما أمرناه به من طاعة سليمان نذقه من عذاب السعير قيل عذاب الآخرة وقيل عذاب الدنيا (13) يعملون له ما يشاء من محاريب قصور حصينة ومساكن شريفة سميت بها لأنها يذب عنها ويحارب عليها وتماثيل وصورا في الكافي والمجمع عن الصادق عليه السلام والله ما هي تماثيل الرجال والنساء ولكنها الشجر وشبهه وجفان صحاف كالجواب كالحياض الكبار جمع جابية من الجباية وقدور راسيات ثابتات على الأثافي لا تنزل عنها لعظمها اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور المتوفر على أداء الشكر بقلبه ولسانه وجوارحه أكثر أوقاته ومع ذلك لا يوفي حقه لأن توفيقه للشكر نعمة يستدعي شكرا آخر لا إلى نهاية ولذلك قيل الشكور من يرى عجزه عن الشكر
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»
الفهرست