التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٢٠٤
والقينات فلا يؤذين فلا يؤذينهن أهل الريبة بالتعرض لهن وكان الله غفورا لما سلف رحيما بعباده حيث يراعي مصالحهم حتى الجزئيات منها القمي كان سبب نزولها أن النساء كن يخرجن إلى المسجد ويصلين خلف رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا كان بالليل وخرجن إلى صلاة المغرب والعشاء الآخرة والغداة يقعد الشباب لهن في طريقهن فيؤذونهن ويتعرضون لهن فأنزل الله يا أيها النبي الآية (60) لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض شك والمرجفون في المدينة الذين يرجفون أخبار السوء عن سرايا المسلمين ونحوها وأصله التحريك من الرجفة وهي الزلزلة سمى به الأخبار الكاذبة لكونه متزلزلا غير ثابت لنغرينك بهم لنأمرنك بقتالهم وإجلائهم أو ما يضطرهم إلى طلب الجلاء ثم لا يجاورونك فيها في المدينة إلا قليلا زمانا أو جوازا قليلا القمي نزلت في قوم منافقين كانوا في المدينة يرجفون برسول الله صلى الله عليه وآله إذا خرج في بعض غزواته يقولون قتل واسر فيغتم المسلمون لذلك ويشكون ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأنزل الله في ذلك لئن لم ينته الآية قال مرض أي شك لنغرينك أي لنأمرنك بإخراجهم من المدينة (61) ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا القمي عن الباقر عليه السلام فوجبت عليهم اللعنة يقول الله بعد اللعنة أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا (62) سنة الله في الذين خلوا من قبل سن الله ذلك في الأمم الماضية وهو أن يقتل الذين نافقوا الأنبياء وسعوا في وهنهم بالإرجاف ونحوه أينما ثقفوا ولن تجد لسنة الله تبديلا لأنه لا يبدلها ولا يقدر أحد على تبديلها (63) يسئلك الناس عن الساعة عن وقت قيامها قل إنما علمها عند الله لم يطلع عليها ملكا ولا نبيا وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا شيئا قريبا (64) إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا نار شديدة الإيقاد
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست