التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٢٠٧
أقول: يعني بالولاية الأمرة والأمام يحتمل إرادة القرب من الله وفي الكافي عن الصادق عليه السلام هي ولاية أمير المؤمنين عليه السلام وفي البصائر عن الباقر عليه السلام هي الولاية أبين أن يحملنها كفرا وحملها الإنسان والإنسان أبو فلان وفي المعاني عن الصادق عليه السلام الأمانة الولاية والإنسان أبو الشرور المنافق وعنه عليه السلام ما ملخصه أن الله عرض أرواح الأئمة على السماوات والأرض والجبال فغشيها نورهم وقال في فضلهم ما قال ثم قال فولايتهم أمانة عند خلقي فأيكم يحملها بأثقالها ويدعيها لنفسه فأبت من ادعاء منزلتها وتمني محلها من عظمة ربهم فلما أسكن الله آدم عليه السلام وزوجته الجنة وقال لهما ما قال حملهما الشيطان على تمني منزلتهم فنظر إليهم بعين الحسد فخذلا حتى أكلا من شجرة الحنطة وساق الحديث إلى أن قال فلم يزل أنبياء الله بعد ذلك يحفظون هذه الأمانة ويخبرون بها أوصياءهم والمخلصين من أمتهم فيأبون حملها ويشفقون من ادعائها وحملها الإنسان الذي قد عرف بأصل كل ظلم منه إلى يوم القيامة وذلك قول الله عز وجل إنا عرضنا الأمانة الآية والقمي الأمانة هي الإمامة والأمر والنهي والدليل على أن الأمانة هي الإمامة قوله عز وجل للأئمة إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها يعني الإمامة فالأمانة هي الإمامة عرضت على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها أن يدعوها أو يغصبوها أهلها وأشفقن منها وحملها الانسان يعني الأول إنه كان ظلوما جهولا أقول: ويدل على أن تخصيص الأمانة بالولاية والإمامة اللتين مرجعهما واحد والإنسان بالأول في هذه الأخبار لا ينافي صحة إرادة عمومها لكل أمانة وتكليف وشمول الإنسان كل مكلف لما عرفت في مقدمات الكتاب من تعميم المعاني وإرادة الحقائق وفي نهج البلاغة في جملة وصاياه للمسلمين ثم أداء الأمانة فقد خاب من
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست