أقول: قد سبق أنه برد العجل ثم أحرقه بالنار فذره في اليم وفي رواية ذريت (1) سحالته في الماء ثم لننسفنه لنذرينه رمادا أو مبرودا في اليم نسفا فلا يصادف منه شئ والمقصود زيادة العقوبة وإظهار غباوة المفتنين به.
(98) إنما إلهكم الله المستحق لعبادتكم الذي لا إله إلا هو الذي لا أحد يماثله أو يدانه في كمال العلم والقدرة وسع كل شئ علما وسع علمه كل ما يصح أن يعلم لا العجل الذي يصاغ ويحرق وإن كان حيا في نفسه كان مثلا في الغباوة.
(99) كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق من أخبار الأمور الماضية والأمم الدارجة تبصرة لك وزيادة في علمك وتكثيرا لمعجزاتك وتنبيها وتذكيرا للمستبصرين من أمتك وقد آتيناك من لدنا ذكرا كتابا مشتملا على هذه الأقاصيص والأخبار حقيقا بالتفكر والاعتبار.
(100) من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيمة وزرا عقوبة ثقيلة فادحة على كفره وذنوبه.
(101) خالدين فيه في الوزر وساء لهم يوم القيمة حملا.
(102) يوم ينفخ في الصور وقرئ نفخ بالنون ونحشر المجرمين يومئذ وقرء يحشر المجرمون زرقا قيل يعني زرق العيون لأن الزرقة أسوء ألوان العين وأبغضها عند العرب وقيل أي عمياء فإن حدقة الأعمى تزراق وقيل عطاشا يظهر في أعينهم كالزرقة.
والقمي تكون أعينهم مزرقة لا يقدرون أن يطرفوها.
(103) يتخافتون بينهم يخفضون أصواتهم لما يملأ صدورهم من الرعب والهول إن لبثتم إلا عشرا يستقصرون مدة لبثهم في الدنيا أو في القبر لزوالها (104) نحن أعلم بما يقولون وهو مدة لبثهم إذ يقول أمثلهم طريقة أعدلهم.