ذلك ولم يلحق بموسى وكان إذا فارقهم ينزل بهم العذاب ألا ترى أنه قال لهارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري قال هارون لو فعلت ذلك لتفرقوا.
(95) قال فما خطبك يا سامري ثم أقبل عليه وقال له منكر ما طلبك له وما الذي حملك عليه.
(96) قال بصرت بما لم يبصروا به علمت ما لم يعلموا وفطنت ما لم يفطنوا له وهو أن الرسول الذي جاءك روحاني لا يمس أثره شيئا إلا أحياه وقرئ لم تبصروا على الخطاب فقبضت قبضة من أثر الرسول القمي يعني من تحت حافر رمكه جبرئيل في البحر فنبذتها يعني أمسكتها فنبذتها في جوف العجل وقد مضت هذه القصة في سورة البقرة ثم في سورة الأعراف وكذلك سولت لي نفسي أي زينت القمي فأخرج موسى العجل فأحرقه بالنار وألقاه في البحر.
(97) قال فاذهب فإن لك في الحياة عقوبة على ما فعلت أن تقول لا مساس خوفا أن يمسك أحد فيأخذك الحمى ومن مسك فتحامى الناس ويحاموك وتكون طريدا وحيدا كالوحشي النافر القمي يعني ما دمت حيا وعقبك هذه العلامة فيكم قائمة أن تقول لا مساس حتى يعرفوا أنكم سامرية فلا يغتر بكم الناس فهم إلى الساعة بمصر والشام معروفون لا مساس قال ثم هم موسى بقتل السامري فأوحى الله إليه لا تقتله يا موسى فإنه سخي.
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام إن موسى هم الحديث. وإن لك موعدا في الآخرة لن تخلفه لن يخلفكه الله وينجزه لك في الآخرة بعد ما عاقبك في الدنيا وقرء بكسر اللام أي لن تخلف الوعد إياه وسيأتيه لا محالة وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا ظللت على عبادته مقيما فحذف اللام الأولى تخفيفا لنحرقنه أي بالنار وفي الجوامع وقرئ لنحرقنه وهي قراءة علي عليه السلام ومعناه لنبردنه بالمبرد قال ويجوز أن يكون لنحرقنه مبالغة في حرق إذا برد قال وهذه القراءة تدل على أنه كان ذهبا وفضة ولم يصر حيوانا.