التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣٠٨
(44) فقولا له قولا لينا مثل هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى فإنه دعوة في صورة عرض ومشورة حذرا أن تحمله الحماقة على أن يسطو عليكما لعله يتذكر أو يخشى.
في العلل عن الكاظم عليه السلام قال أما قوله فقولا له قولا لينا أي ليناه وقولا له يا أبا مصعب وكان فرعون أبا مصعب الوليد بن مصعب وأما قوله لعله يتذكر أو يخشى فإنما قال ذلك ليكون أحرص لموسى على الذهاب وقد علم الله عز وجل أن فرعون لا يتذكر ولا يخشى إلا عند رؤية البأس ألا تسمع قول الله يقول حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين فلم يقبل الله إيمانه وقال الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين.
وفي الكافي عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث له وأعلم أن الله جل ثناؤه قال لموسى عليه السلام حين أرسله إلى فرعون فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ولكن ليكون ذلك أحرص لموسى على الذهاب. (45) قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أن يعجل علينا بالعقوبة ولا يصير إلى إتمام الدعوة وإظهار المعجزة من فرط إذا تقدم أو أن يطغى أن يزداد طغيانا فيتخطى إلى أن يقول فيك ما لا ينبغي لجرأته وقساوته وإطلاقه من حسن الأدب.
(46) قال لا تخافا إنني معكما بالحفظ والنصرة أسمع وأرى ما يجري بينكما وبينه من قول أو فعل فأحدث في كل حال ما يصرف شره عنكما ويوجب نصرتي لكما.
(47) فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل أطلقهم ولا تعذبهم بالتكاليف الصعبة قد جئناك بآية من ربك بمعجزة وبرهان والسلام على من اتبع الهدى والسلامة من عذاب الله على المهتدين.
(48) إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى إن العذاب على المكذبين للرسل.
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»
الفهرست