التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣٢٣
وعزم عليه وعهد إليه إذا أمره فنسي العهد ولم يعن به ولم نجد له عزما تصميم رأي وثباتا على الأمر.
القمي قال فيما نهاه عنه من أكل الشجرة.
وفي الكافي والإكمال عن الباقر عليه السلام إن الله تعالى عهد إلى آدم أن لا يقرب هذه الشجرة فلما بلغ الوقت الذي كان في علم الله أن يأكل منها فنسي فأكل منها وهو قول الله تعالى ولقد عهدنا الآية.
وفي الكافي عنه عليه السلام في هذه الآية قال إن الله تعالى قال لادم وزوجته لا تقرباها يعني لا تأكلا منها فقالا نعم يا ربنا لا نقربها ولا نأكل منها ولم يستثنيا في قولهما نعم فوكلهما الله في ذلك إلى أنفسهما وإلى ذكرهما.
وفي العلل عن الصادق عليه السلام سمي الإنسان إنسانا لأنه ينسي قال الله ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي.
والعياشي عن أحدهما عليهما السلام إنه سأل كيف أخذ الله آدم بالنسيان فقال إنه لم ينس وكيف ينسى وهو يذكره ويقول له إبليس ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين.
أقول: لعل المنسي عزيمة النهي بحيث لا يقبل التأويل والرخصة وغير المنسي أصل النهي أو يقال المنسي الإقرار بفضيلة النبي والوصي وذريتهما المعصومين عليهم السلام ويكون النسيان هنا بمعنى الترك كما يدل عليه الأخبار الأخر.
ففي الكافي عن الصادق عليه السلام قال في قوله تعالى ولقد عهدنا إلى آدم من قبل كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام من ذريتهم فنسي هكذا والله أنزلت على محمد صلى الله عليه وآله وفيه.
وفي العلل والبصائر عن الباقر عليه السلام قال عهد إليه في محمد صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام من بعده فترك ولم يكن له عزم فيهم إنهم هكذا وإنما
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»
الفهرست