التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣١٧
(89) أفلا يرون أو لا يعلمون ألا يرجع إليهم قولا أنه لا يرجع إليه كلاما ولا يرد عليهم جوابا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا.
(90) ولقد قال لهم هارون من قبل من قبل رجوع موسى يا قوم إنما فتنتم به بالعجل وإن ربكم الرحمن لا غير فاتبعوني وأطيعوا أمري في الثبات على الدين.
(91) قالوا لن نبرح عليه على العجل وعبادته عاكفين مقيمين حتى يرجع إلينا موسى.
القمي فهموا بهارون فهرب منهم وبقوا في ذلك حتى تم ميقات موسى أربعين ليلة فلما كان يوم عشرة من ذي الحجة أنزل الله تعالى عليه الألواح فيها التوراة وما يحتاج إليه من أحكام السير والقصص فأوحى الله إلى موسى عليه السلام إنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري وعبدوا العجل وله خوار فقال يا رب العجل من السامري فالخوار ممن فقال مني يا موسى إني لما رأيتهم قد ولوا عني إلى العجل أحببت أن أزيدهم فتنة فرجع موسى إلى قومه كما حكى الله.
(92) قال يا هارون أي قال له موسى لما رجع ما منعك إذ رأيتهم ضلوا بعبادة العجل.
(93) ألا تتبعن أي في الغضب لله ومقاتلة من كفر به أو تأتي عقبى وتلحقني ولا مزيدة كما في قوله ما منعك ألا تسجد أفعصيت أمري بالصلابة في الدين والمحاماة عليه.
القمي ثم رمى بالألواح وأخذ بلحية أخيه ورأسه يجر إليه فقال ما منعك.
(94) قال يا ابن أم خص الام استعطافا وترقيقا لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل لو قاتلت بعضهم ببعض لم ترقب قولي حين قلت أخلفني في قومي وأصلح فإن الإصلاح كان في حفظ الدماء والمداراة بينهم إلى أن ترجع إليهم فتدارك الأمر برأيك.
في العلل عن الصادق عليه السلام أنه سئل لم أخذ برأسه يجره إليه وبلحيته ولم يكن له في اتخاذهم العجل وعبادتهم له ذنب فقال إنما فعل ذلك لأنه لم يفارقهم لما فعلوا
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»
الفهرست