التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣٠٦
الواقع والثاني باعتبار المتوقع وألقيت عليك محبة منى أي محبة كائنة مني قد زرعتها في القلوب بحيث لا يكاد يصبر عنك من رآك ولتصنع على عيني ولتربى ويحسن إليك وأنا راعيك وراغبك.
(40) إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها بلقائك ولا تحزن هي بفراقك أو أنت على فراقها وفقد إشفاقها.
القمي عن الباقر عليه السلام قال إن موسى لما حملت أمه به لم يظهر حملها إلا عند وضعه وكان فرعون قد وكل بنساء بني إسرائيل نساء من القبط تحفظهن وذلك لما كان بلغه عن بني إسرائيل أنهم يقولون أنه يلد فينا رجل يقال له موسى بن عمران يكون هلاك فرعون وأصحابه على يديه فقال فرعون عند ذلك لأقتلن ذكور أولادهم حتى لا يكون ما يريدون وفرق بين الرجال والنساء وحبس الرجال في المحابس فلما وضعت أم موسى بموسى نظرت إليه وحزنت واغتمت وبكت وقالت يذبح الساعة فعطف الله بقلب الموكلة بها عليه فقالت لام موسى مالك قد اصفر لونك فقالت أخاف أن يذبح ولدي فقالت لا تخافي وكان موسى لا يراه أحد إلا أحبه وهو قوله وألقيت عليك محبة منى فأحبته القبطية الموكلة به وأنزل الله على أم موسى التابوت ونوديت ضعيه في التابوت فاقذفيه في اليم وهو البحر ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين فوضعته في التابوت وأطبقت عليه وألقته في النيل وكان لفرعون قصور على شط النيل متنزهات فنظر من قصره ومعه آسية امرأته إلى سواد في النيل ترفعه الأمواج والرياح تضربه حتى جاءت به إلى باب قصر فرعون فأمر فرعون بأخذه فاخذ التابوت ورفع إليه فلما فتحه وجد فيه صبيا فقال هذا إسرائيلي فألقى الله في قلب فرعون لموسى محبة شديدة وكذلك في قلب آسية وأراد فرعون أن يقتله.
فقالت آسية لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون إنه موسى عليه السلام ولم يكن لفرعون ولد فقال ادنوا له ظئرا لتربيته فجاؤوا بعدة نساء قد قتل أولادهن فلم يشرب لبن أحد من النساء وهو قول الله تعالى وحرمنا عليه المراضع من قبل وبلغ أمه
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست